دخلت سوق الأوراق المالية السعودية أمس، مرحلة النضوج والخبرة في التعامل، إضافة إلى القدرة على اتخاذ القرارات الأكثر إيجابية، والابتعاد من المخاطرة المالية، على رغم إصرار بعض المتعاملين في السوق، على الدخول في مضاربات، بهدف تعويض خسائر مالية متواصلة، امتدت لأكثر من 45 يوماً متواصلاً. وأغلق المؤشر فترته الصباحية، على ارتفاع وصل إلى 13,376.77 في قراءة نهائية للإغلاق في فترته الأولى، محققاً ارتفاعاً بلغ 114 نقطة، أعطت الضوء الأخضر لقيام عمليات إيجابية، خلال الفترة المسائية، والتركيز من خلال ذلك على أسهم الشركات القيادية، وبخاصة المصارف والاسمنت، إضافة إلى القطاع الصناعي. وعلى رغم تركيز بعض المضاربين، على تحقيق النسب الكاملة في بعض الشركات الأقل ربحية داخل السوق، ومنها الشركات الزراعية، إلا أن غالبية التوجه داخل السوق، كان نحو رفع القيمة السوقية للأسهم في الشركات المؤثرة والتي تملك محفزات استثمارية طبيعية، إلا أن الحراك العام للسوق، يشهد النمو الإيجابي، المقرون بتخوفات بعض المتعاملين من خسائر الماضي. ووفقاً لذلك، يقول المحلل والمستشار المالي الدكتور عبدالوهاب أبو داهش، إن الحراك الحالي داخل سوق الأوراق المالية، يأتي بعد موجة من الانهيارات، والتي لم تستند إلى مؤشرات واقعية، ونواح اقتصادية معمول بها، من خفض القيمة السوقية للأسهم، وبالتالي خسائر متواصلة للمستثمرين في القطاع. وبين أبو داهش أن السوق المالية، خضعت خلال الربع الأول من العام الحالي، للعديد من المتغيرات التنظيمية والاقتصادية والفنية، والتي كانت عوامل مؤثرة في حجم التعاملات اليومية والتداولات بين العاملين في السوق، والتركيز على قطاع دون آخر في مضاربات غير مشروعة، إضافة إلى المتغيرات السياسية، التي كانت عوامل سلبية وإيجابية في مختلف الأحيان. وتوقع أبو داهش أن تستمر السوق بالتصاعد بشكل إيجابي، وترك العوامل النفسية السلبية غير الحقيقية، وأن مستقبل الشركات العاملة في السوق ومحفزاتها المالية، سيكونان من أهم العوامل المؤثرة في سوق الأسهم خلال الفترة المقبلة، والتي من خلالها سيتمكن العاملون من تلمس أرقام إيجابية للقيمة السوقية للأسهم وخفض حجم الخسائر التي لحقت بهم خلال الأسابيع الماضية. ويرى المتعاملون داخل السوق، أن الاستثمار في الشركات القيادية، أصبحت ملاذاً آمناً لأموالهم بعد استمرار الانخفاض لفترات طويلة في وقت سابق، إلا أنهم استدركوا قائلين إن المضاربة في شركات تحقق نسب إغلاق عالية من خلال رفع متواصل للقيمة الاسمية لأسهم تلك الشركات، سيؤمن تعويض سريع لحجم الخسائر التي مُنِيَ بها المتعاملون في القطاع من صغار المستثمرين، والتي تجاوزت في بعض الاستثمارات أكثر من 75 في المئة. وهنا يقول المحلل المالي الدكتور سالم باعجاجة، أن السوق الآن مرت بأصعب مراحلها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومن الطبيعي العودة والارتداد نحو النمو الإيجابي لها، مدعومة بالمحفزات الاقتصادية للشركات العاملة، وكسر برميل النفط وفق الأسعار العالمية حاجز 75 دولاراً أميركياً للبرميل الواحد، والذي يرتبط كمنتج وبشكل كبير بالاقتصاد السعودي في التأثير. وألمح باعجاجة إلى أن استمرار معدلات النفط القياسية في الأسواق العالمية، والتخوف المستمر من الجوانب السياسية في علاقة إيرانوالولاياتالمتحدة، إضافة إلى ازدياد الطلب العالمي على النفط في الأسواق المختلفة، وبخاصة الولاياتالمتحدة، ستسهم كل تلك العوامل، بالشكل الإيجابي لرفع السوق وبخاصة الشركات العاملة في البتروكيماويات من خلال القطاعات الصناعية. وأشار باعجاجة أنه على المتعاملين داخل سوق الأسهم وبخاصة المضاربين، التعامل بكل شفافية وصدقية مع أنظمة وقوانين هيئة السوق المالية، وعدم القيام بتلاعب مالي، يؤثر في الحراك الاقتصادي الحالي داخل سوق الأوراق المالية، أو يوقف التقدم الحاصل في السوق.