القرار الأخير حول تقديم اختبار الدور الثاني بعد أسبوعين من الامتحان النهائي، جاء متأخراً. وعلى رغم ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من جهود حثيثة في مجال التعليم خصوصاً ما يتعلق بالتحصيل العلمي ومدى فائدته لطلبة العلم, إلا أن مايحدث من إشكاليات كبيرة في النظام القديم بتأخير امتحان الدور الثاني لهؤلاء الطلبة لشهرين يؤدي إلى انشغالهم بالعديد من أمور الحياة، خصوصاً في عطلة الصيف والتي تتخللها نشاطات ومناسبات عدة كالزواج مثلاً، والقيام برحلات سياحية داخلية وخارجية. ولعل أكثر الخاسرين من هذا التأخير هم دارسو الصفوف الأخيرة من المرحلة الثانوية, والذين قد تفوتهم فرص التقديم للجامعات والمعاهد والكليات, بسبب كبوة بسيطة في إحدى المواد, ربما يكون سبب الرسوب فيها ظرفاً قاهراً يتحمل تبعاته بالتأخر لنصف سنة أو أكثر، وربما يؤدي به في النهاية إلى التسرب من التعليم. ولا يفوتني أن أذكر محاسن القرار الأخير، والذي رأيت فيه من وجهة نظري أنه من القرارات التي تأخرت كثيراً لما فيه من الفوائد الكثيرة، فالطلبة يبذلون جهداً كبيراً طوال العام, وعند الامتحانات ربما لعامل نفسي أو ظروف عائلية يفشل في إحدى المواد, وعند انتهاء الامتحانات وتحصيل النتائج يكون الطالب أزاح حملاً ثقيلاً عن كاهله، وعند معرفته بأنه أخفق في مادة عادة ما يكون متحمساً ومتفاعلاً مع أجواء الامتحانات فيكون أمام تحدٍ يريد تحقيقه وهو النجاح كالمقاتل الذي يفر ويكر لكن مع طول الانتظار ومرور الظروف التي ذكرتها سلفاً، كالمتبع في النظام السابق, تنهزم قدرته على البحث عن النجاح وربما يواجه ظروفاً نفسية سيئة من خلال معرفة كل أقاربه والمحيطين به بأنه راسب وينتظر الامتحان بعد شهرين. مجمع التعليم - المجمعة