أثبت مسيرو فريق الهلال براعتهم في اتخاذ أقوى القرارات وأجرأها، حينما أجمعوا أو لنقل الغالبية العظمى منهم على مباركة خطوة إعفاء مدرب الفريق البرتغالي بوسيرو وفريقهم يعتلي الصدارة على جبهتي المنافسة المحلية دوري خادم الحرمين الشريفين وبطولة الأمير فيصل بن فهد، وحينما يتبوأ أي فريق الصدارة من الصعب أن يتخلى أو يتنازل عن جهازه الفني إلا في فريق كالهلال، وهذا ما تحقق أمامنا للمرة الثانية في فترة ليست ببعيدة، حينما تم إعفاء البرتغالي آرثر جورج من منصبه والفريق لم يتلق أية خسارة في الدوري قبل أكثر من أربعة مواسم تقريباً. إذاً خبراء فريق الهلال وعاشقوه لم يلتفتوا إلى النتائج الوقتية أو المخادعة لحال فريقهم الفنية الذي أصابه المرض ورأوا أنه اختفى مع بوسيرو. وعلى رغم ذلك تريثوا في منح المدرب العديد من الفرص لعل وعسى أن يشفى الفريق ويعود كما كان في السابق فريقاً حاضراً على المستوى الفني والنتائجي، إلا أنهم اضطروا في النهاية إلى قبول التدخل الجراحي وتم فصل بوسيرو عن الجسد"الأزرق". هنا نقول ونؤكد أن هذه الخطوة تحسب لإدارة الهلال ورجاله الذين سعوا وبحثوا عن مسببات الخلل وعالجوها ولم يلتفتوا لمن حاول أن يحذرهم من اتخاذ مثل هذه الخطوة وأثرها في النواحي الفنية والقصور في النظرة المستقبلية والمتوقعة لحال الفريق لو تم الاستناد إلى النتائج؟ وهذا التأييد الممنوح للقائمين على شؤون الهلال في مثل هذه القرارات الجريئة، لا ينطبق على بعض الحالات في أنديتنا المحلية ولا يشجع على مثل هذه الخطوات لاعتبارات عدة يأتي في مقدمها غياب النظرة الخبيرة والمتمرسة في الكثير من الأندية وهذا ليس بالعيب أو محاولة للانقاص من حقوقهم، لكن ما فعله الهلاليون كان في غاية الدقة لتشخيص وضع فريقهم الغائب عن إرضاء طموح وآمال المنتمين إليه على المستوى الفني داخل المستطيل الأخضر. وإذا كانت جميع الفرق تسارع في تبديل أجهزتها الفنية حال تلقي الخسارة، فإنها غير ملامة على ذلك، إلا أن فريق الهلال خالف هذه العادة وبعث برسالة واضحة جداً في مضمونها بأن الأداء وشخصية فريقهم تأتي متوازنة مع حالات الفوز والخسارة، لهذا لا يستغرب أحدنا كيف واصل الهلال بطولاته وصولاته على المستويين المحلي والخارجي. [email protected]