ملحمة كروية، وكأس عالمية، واحتفالية رياضية خضراء، جاءت بسواعد سعودية، كتبها الأبطال في سجل المنجزات الذهبية، وقدموها هدية لجماهيرهم الوفية ومملكتهم الإنسانية التي عاشت أجمل لحظات الفرح مع منتخبها البطل لذوي الاحتياجات الخاصة، بعد تحقيقيه بطولة كأس العالم لكرة القدم، وستعيش الفرحة مجدداً بمناسبة يوم الوطن لهذا الوطن الغالي، الذي تعود على النجاحات والإنجازات في مختلف الأصعدة وشتى المجالات في السنوات السابقة. فمن شاهد منظومة الإبداع السعودية، واستمتع بفنونها الكروية وروعتها الأدائية، ولوحاتها الفنية التي رسمها أبطال"الأخضر"لذوي الاحتياجات الخاصة على ملاعب ألمانيا الخضر، شعر بالفخر والاعتزاز، بأن تلقى هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً الاهتمام والمتابعة من القيادة الرياضية التي تجعلها تفجر طاقاتها الكروية وتقدم مواهبها الحقيقية على أرض الميدان، لتأتي المحصلة النهائية بطولة عالمية جديدة، تضاف إلى سلسلة الألقاب الذهبية، لتحكي من جديد وقع النهضة التطويرية التي تعيشها الرياضة السعودية في الفترة الحالية بمختلف الألعاب الجماعية والفردية، التي باتت تتنافس وبشدة على حصد البطولات، وتحقيق الإنجازات في الاستحقاقات التي تشارك فيها، وتحرص من خلالها على تشريف وطنها الغالي في المحافل الدولية. وقصة الإنجازات الخضر المتوالية والمتلاحقة، لم تأت من فراغ، وإنما جاءت بفضل الله أولاً ثم بالدعم اللا محدود من القيادة السياسية والتخطيط الرائع والمدروس والبرامج المميزة من القيادة الرياضية بقيادة أمير الشباب والرياضة وجه السعد الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الشاب عاشق الذهب والألقاب الأمير نواف بن فيصل، والمسؤولين في الاتحادات الرياضية كافة، إذ أصبحت البطولات هي حلم الجميع، والإنجازات هي ديدن المسؤولين واللغة السائدة التي تتحدث بها الألعاب الرياضية السعودية، ففي كل يوم إنجاز جديد، وفي كل يوم بطولة غالية، تارة في كرة القدم وأخرى في اليد والسلة والفروسية وألعاب القوى والسباحة والكاراتيه والجودو والتايكوندو وغيرها من الألعاب التي سطرت ملاحم البطولات بمداد من ذهب، وحازت على أغلى الكؤوس والميداليات الخليجية والعربية والآسيوية والعالمية في الاستحقاقات والمنافسات والمسابقات التي شاركت فيها خلال السنوات الماضية. ونجح الأبطال من جيل كسار ورفاقه في كسب احترام وتعاطف الجماهير الرياضية العالمية الذواقة لكرة القدم الحقيقية، عندما أبدعوا كثيراً وأمتعوا الحضور في الملعب والمشاهدين خلف الشاشات الفضية بسيمفونية خضراء رائعة، كان الأداء الراقي والنظيف عنوانها الدائم، والتألق والتميز والتوهج سمتها البارزة، التي ارتسمت على مشوار الأبطال، والإرادة القوية والحماسة والعزيمة والإصرار هي السلاح الحقيقي الذي تسلح به لاعبو"الأخضر"طوال لقاءاتهم في البطولة، لا سيما في النهائي الكبير الذي كسبه الأبطال على رغم تأخرهم في البداية بثلاثة أهداف من دون رد، قبل أن ينتفض اللاعبون ويقلبوا الطاولة ويدركوا التعادل قبل النهاية، محرزين أربعة أهداف جميلة أشكالاً وألواناً بإمضاء وتوقيع الصقر القادم بقوة عمر كسار، ومع كل هدف رسالة إسلامية واضحة لدول العالم كافة وجهها الأبطال من خلال السجود لله مداً وشكراً والتوكل عليه ودعائه بالنصر، الذي تحقق في ما بعد من أمام الطواحين الهولندية. وبعد هذا الإنجاز الغالي الذي يجير للكرة السعودية والتشريف الرائع لرياضة الدول العربية والإسلامية في المحفل العالمي، هنالك كلمة شكر وتقدير من الرياضيين إلى كل من أسهم وشارك في حصد هذا الإنجاز العالمي ورسم خطوطه العريضة، وفي مقدمهم الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة الأمير سلطان بن فهد، ونائبه الأمير نواف بن فيصل اللذان أثبتا أنهما خير من يقود الرياضة والرياضيين في السعودية، وخير من يحمل اللواء والراية في السنوات المقبلة، وعرفان خاص لمن أرسى قاعدة البطولات والإنجازات، وأسس نهضتها الفعلية قبل أكثر من ربع قرن الأمير الراحل فقيد الرياضة الإسلامية فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? الذي تأتي ذكراه العطرة مع كل إنجاز يتحقق وكل بطولة خضراء للوطن، والشكر موصول لأبطال الذهب الذين فجروها مدوية ورفعوا رؤوس العرب في ألمانيا بداية من رئيس البعثة ناصر الصالح، ومروراً بالجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني القدير عبدالعزيز الخالد، وبقية الطاقم والجهاز الإداري واللاعبين الأبطال المبدعين عمر كسار وعبدالله عسيري والحرقان والدوسري وبقية الكوكبة الرائعة فرداً فرداً، الذين يستحقون التكريم والدعم المادي والمعنوي والوقفة الصادقة من رجال الأعمال والرياضيين، نظير ما سطروه من ملحمة كروية فاقت الوصف والجمال في الأيام الماضية.