تواصلت امس الردود المنددة بتصريحات للبابا بنديكتوس السادس عشر اجرى فيها مقارنة بين المسيحية والاسلام وعلاقة الدين الاسلامي بالدعوة الى العنف. وطالب مسؤولون ومنظمات اهلية وخطباء المساجد من البابا الاعتذار عن هذه التصريحات. في حين اعتبر وزير خارجية الفاتيكان الجديد المونسنيور دومينيك مامبرتي ان الحوار بين الديانات"مسألة اساسية". من جهة أخرى، أعربت شخصيات دينية وثقافية سعودية عن خيبة أملها، بسبب ما اعتبرته انتكاسة في خطاب الفاتيكان نحو دين الإسلام وشخصيته الأولى النبي محمد ص الذي يعد أتباعه أكثر من بليون مسلم. وزير الشؤون الإسلامية يعتبرها إثارة للضغائن وأعرب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن استيائه وأسفه الشديدين لما ذكره بابا الكنيسة الكاثوليكية في إحدى الجامعات الألمانية، وما نقله نسبة عن الإسلام ورسول الإسلام من انه كانت له دعوات شريرة أساءت إلى العالم، ورسخت العنف في العالم، مؤكداً ان هذا القول لا شك ينبئ عن عدم فهم لحقيقة الإسلام، وما تضمنه من إساءة بالغة للإسلام، ولرسولنا ص. راجع ص33 وقال مامبرتي في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة"فرانس برس"في الخرطوم حيث يشغل منصب القنصل البابوي"ان البابا بنديكتوس السادس عشر قال ذلك وردده مرارا: ان مسألة الحوار بين الثقافات والديانات هي من المسائل الاساسية في هذا الزمن". راجع ص 12 وسئل مامبرتي الذي عين امس سكرتيرا للعلاقات مع الدول وزير الخارجية عن الجدل الذي اثارته تصريحات البابا الاخيرة عن الاسلام والجهاد التي طرح فيها اشكالية العلاقة بين الديانة والعنف، فرفض الادلاء بتعليق. واشنطن: تصريحات غير موفقة وفي واشنطن، وصف ناطق باسم البيت الابيض تصريحات البابا بأنها"مؤسفة"و"غير موفقة"لجهة انتقادها التطرف الاسلامي في اقتباس لامبراطور بيزنطي من القرن الرابع عشر. وقال الناطق في اتصال مع"الحياة"إن الاقتباس جاء في سياق عرض للعلاقة بين الديانات والعنف عبر التاريخ و"كان يستهدف ادانة التطرف الاسلامي، لكن اختياره لهذا الاقتباس بالذات كان مؤسفا ولم يكن موفقا، إذ انه يبدو وكأنه انتقاد للإسلام كدين عظيم على وجه الخصوص". واعتبر الناطق ان"هناك متطرفين من كل الديانات السماوية، الا ان ذلك لا يمثل الديانات نفسها التي تدعو الى التعايش بين الشعوب". واشار الى ان الفاتيكان اصدر توضيحا يؤكد أن البابا لم يقصد الإساءة للإسلام، مشدداً على"ضرورة تهدئة الخواطر وعدم الوقوع في الفخ الذي ينصبه المتطرفون للإيقاع بين اتباع الديانات السماوية". ورداً على سؤال عن اشارة الرئيس جورج بوش في احد خطاباته الى"الاسلاميين الفاشيين"، قال الناطق ان الرئيس"كان يشير بوضوح الى فئة صغيرة ضالة تستخدم صيغة ملتوية للإسلام لتبرير جرائم قتل ضد المدنيين سواء كان الضحايا من المسلمين او من اية ديانة اخرى". واشار الى ان غالبية ضحايا التفجيرات الارهابية التي تقوم بها جماعات تدعي الاسلام في العراق وخارجه"هم من المسلمين الآمنين".