تواصلت امس الردود المنددة بتصريحات للبابا بنديكتوس السادس عشر اجرى فيها مقارنة بين المسيحية والاسلام وعلاقة الدين الاسلامي بالدعوة الى العنف. وطالب مسؤولون ومنظمات اهلية وخطباء المساجد من البابا الاعتذار عن هذه التصريحات. في حين اعتبر وزير خارجية الفاتيكان الجديد المونسنيور دومينيك مامبرتي ان الحوار بين الديانات"مسألة اساسية". وقال في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة"فرانس برس"في الخرطوم حيث يشغل منصب القنصل البابوي"ان البابا بنديكتوس السادس عشر قال ذلك وردده مرارا: ان مسألة الحوار بين الثقافات والديانات هي من المسائل الاساسية في هذا الزمن". راجع ص 3 وسئل مامبرتي الذي عين امس سكرتيرا للعلاقات مع الدول وزير الخارجية عن الجدل الذي اثارته تصريحات البابا الاخيرة عن الاسلام والجهاد التي طرح فيها اشكالية العلاقة بين الديانة والعنف، فرفض الادلاء بتعليق. وفي اطار الردود على تصريحات الحبر الاعظم، أعربت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عن"أسفها الشديد لما ورد على لسان البابا بنديكتوس السادس عشر من إساءة للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وتجاهله بشكل متعمد مبادئ الإسلام السمحة وتعاليمه الإنسانية التي تحث على المحبة والسلام لا العنف والبغضاء". وقالت الأمانة العامة، في بيان، إن"خطورة مثل هذه الأقاويل أنها تأتي من شخص في مكانة بابا الفاتيكان، وفي وقت كثرت فيه الحملات التي تمس مشاعر المسلمين والتي لا تثير إلا نعرات التطرف الديني والعداء والتنافر بين الأديان، وذلك في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الحوار والتعايش والسلام". وأشار البيان إلى انه"من الأجدر بالبابا أن ينأى بنفسه عن مثل هذا الجدل العقيم والمغلوط، فهو المطالب أكثر من غيره بالحث والتشجيع على ما يدعو إلى التآلف بين البشر والأديان، بوصف ذلك المكون الأساسي للتفاهم بين الأديان والحضارات، خصوصاً بعد عقود من الحوار جمعت رجال الفاتيكان ورجال الدين والفكر في العالم الإسلامي منذ عهد البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني". واختتمت الأمانة العامة لمجلس التعاون بيانها بالقول ان"عملية الاقتباس الانتقائي الأحادي الجانب التي وردت في تصريحات البابا تعبر عن عدم وعي واقتناع، ولذا فان مجرد التوضيح الصادر عن الفاتيكان لا يكفي بل لا بد من صدور اعتذار واضح وصريح من البابا مباشرة على ما صدر منه من مغالطات مسيئة وتطاول على الإسلام والنبي الكريم". واشنطن : تصريحات غير موفقة وفي واشنطن، وصف ناطق باسم البيت الابيض تصريحات البابا بأنها"مؤسفة"و"غير موفقة"لجهة انتقادها التطرف الاسلامي في اقتباس لامبراطور بيزنطي من القرن الرابع عشر. وقال الناطق في اتصال مع"الحياة"إن الاقتباس جاء في سياق عرض للعلاقة بين الديانات والعنف عبر التاريخ و"كان يستهدف ادانة التطرف الاسلامي، لكن اختياره لهذا الاقتباس بالذات كان مؤسفا ولم يكن موفقا، إذ انه يبدو وكأنه انتقاد للإسلام كدين عظيم على وجه الخصوص". واعتبر الناطق ان"هناك متطرفين من كل الديانات السماوية، الا ان ذلك لا يمثل الديانات نفسها التي تدعو الى التعايش بين الشعوب". واشار الى ان الفاتيكان اصدر توضيحا يؤكد أن البابا لم يقصد الإساءة للإسلام، مشدداً على"ضرورة تهدئة الخواطر وعدم الوقوع في الفخ الذي ينصبه المتطرفون للإيقاع بين اتباع الديانات السماوية". ورداً على سؤال عن اشارة الرئيس جورج بوش في احد خطاباته الى"الاسلاميين الفاشيين"، قال الناطق ان الرئيس"كان يشير بوضوح الى فئة صغيرة ضالة تستخدم صيغة ملتوية للإسلام لتبرير جرائم قتل ضد المدنيين سواء كان الضحايا من المسلمين او من اية ديانة اخرى". واشار الى ان غالبية ضحايا التفجيرات الارهابية التي تقوم بها جماعات تدعي الاسلام في العراق وخارجه"هم من المسلمين الآمنين".