أتساءل: ما هذا الحب الذي نزل فجأة على عشرات القنوات الفضائية العربية، التي أصبحت وبقدرة قادر تضبط ساعاتها وتوقت برامجها، ليس على توقيت غرينتش.. ولا حتى على توقيت العواصم التي يبثون برامجهم منها، ولكن على توقيت الرياض؟! ولم أقل مكة المكرمة! ولا المدينة المنورة! يعني الآن أصبح مشاهدونا مهمين إلى ها الدرجة؟! أم أن هناك عملية"استخفاف"إعلامي يمارسها هؤلاء ضد أبنائنا ومراهقينا... و"سفهائنا"؟! أنا أموت وأعرف... ولا تدرون.. أنا أريد أن أعرف من دون حكاية الموت هذي! ألم نع حتى الآن أن هذه المحطات تستهدفنا لجيوبنا، ولن أقول لعقولنا وثقافاتنا، حتى لا أدخل في بحر آخر؟... كيف يا شبان ويا فتيات ترضون بأن تكونوا ضحية"استحمار"بهذه الطريقة المخجلة؟! هل مجرد وقوف شاب أو فتاة على الشاشة الفضائية، ملونين بأصباغ"همبل"بزعمهم أنه ماكياج...، يبتسمون ويتشقلبون لكم... ويلبسون لكم"المحزق.. والملزق"يكفي لأن تُنوّموا تنويماً مغناطيسيّاً.. وتستخدموا هواتفكم الجوالة بكل سذاجة وبلاهة... وتنتظروا مدة طويلة تقارب الساعة في بعض الأحيان... يتم فيها ابتزازكم وسرقتكم في وضح النهار... وعلى عينك يا تاجر؟! ألم تستغربوا أن يقوم هؤلاء بتوقيت برامجهم على مدينة غير عاصمتهم؟ بل على مدينة واحدة من بين مدائن الكون؟! هل لأنهم يحبونكم؟ أم لأنهم يحبون ما في جيوبكم؟! ألم تستغربوا ظهور فنانيهم كل يوم بأغانٍ غجرية منحطة، يطلقون عليها"أغنية خليجية"، بزعمهم أنهم يحبون أغانيكم وفنكم العريق؟! وما هي إلا خزعبلات يكسبون بها ود السفيه منكم؟! كل"ألبوم"ينزل لأحد مطربيهم لا بد من أن يُدس فيه مسخ سمعي يطلق عليه"أغنية خليجية"! يا أخي يا شين السرج على البقر! أصلاً منذ متى الأغنية الخليجية تحوز إعجابهم؟! ألم تحف أقدام طلال مداح ومحمد عبده وأبو بكر سالم في قاعاتهم سنين وسنين... ولم يعترفوا بهم... حتى دار الدولار في أيدي الشيخ وغير"الشيخ"!! ثم من بعدها صار ما صار؟! أنا أريد أن يُحترم عقلي قبل جيبي... وأريد أن أشُمّ رائحة الصدق لدى إخوتي في العروبة... بدلاً من رائحة النفاق... سئمنا رائحة الكذب... وسئمنا عمليات الاستغباء... والنصب والاحتيال! ألم يحن الوقت لأن نُحترم؟"إذا بتريدوا" [email protected]