نظراً إلى قلة فائدة الإعلام المحسوب على الدول الإسلامية، واتصافه بالعجز عن مواجهة الحملات الإعلامية الغربية الشرسة على الإسلام، وانتقاد ثقافة معتنقيه الذين يقدر عددهم ب 1.3 بليون مسلم، فإن وزراء الإعلام في هذه الدول 56 دولة يجمعها ثاني أكبر منظمة دولية في العالم هم في صدارة من ينتظر تحركهم العملي للبحث في الأمر والخروج بما يعدل انحراف الصورة. وكان لقمة مكة التاريخية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وانعقدت على بعد خطوات من الكعبة المشرفة أن أشارت إلى أزمة هشاشة الدور الإعلامي للمسلمين. وتقدمت القمة خطوة أخرى بتكليف وزراء الإعلام، تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي، بالتوصل إلى اتفاق مشترك يدفع بقضايا العالم الإسلامي وعدالتها إلى مكانها المناسب في وسائل الإعلام الدولية. إذ لا تزال الحضارة الإسلامية، وبدرجة قصف غير مسبوقة، تحت مرمى نيران الرأي الحاد تجاه كل مكوناتها، الأمر الذي ضاعف من تفاقم أزمة"الإسلاموفوبيا"وهو المصطلح الذي أقرته قمة مكة العمل لمعالجة هذه الظاهرة الخطرة على علاقة المسلمين بأمم الأرض الأخرى. وفي هذا السياق، قرر وفد المملكة العربية السعودية إلى مؤتمر الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، أن يضع أصبعه على جرح الإعلام الإسلامي المفتوح على"ضعف مضمون الرسالة إلى الخارج والعجز عن مواجهة القصف الإعلامي الصادر عن وسائل إعلام الشرق والغرب على حد سواء". واعتبر الوفد السعودي برئاسة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر، أن من أهم الأسباب في وجود رسالة إعلام إسلامية مشتركة، هو التخلف عن تطبيق نحو 43 قراراً تم الاتفاق عليها في ست دورات سابقة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام. ما العمل أمام هذه النتيجة؟ اقترح الوفد السعودي إعادة غربلة جميع هذه القرارات التي لم تنفذ وتطوير صياغة بعضها ووضع آليات واضحة لتطبيقها على أرض الواقع، والاتفاق على إصدار صك الوفاة تجاه كل قرار عفا عليه الزمن. وفي هذه الخانة سيتم إلغاء جميع القرارات التي رافقت إصدارها وتبنيها من المجلس الوزاري حوادث وتطورات سياسية في العقود السابقة زالت كل ظروفها وتبعاتها على الأمة الإسلامية حالياً. ولكن كيف سيتم ذلك الأمر بعد ثلاثة أيام من اجتماعات كبار المسؤولين، تحضيراً لبدء الجلسات الرسمية صباح اليوم. قال التقرير الختامي لكبار الموظفين الذي صدر أول من أمس تجاه المعوق الأول وهو"التفاعل مع الإعلام الخارجي:"يسجل المؤتمر قناعته التامة بما أقرته الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقدة في مكةالمكرمة ...، بضرورة التحرك الإعلامي المشترك على الساحة الدولية، وفي هذا الإطار يوصي المؤتمر بتشكيل لجنة وزارية إشرافية مصغرة، تقوم بإعداد خطة عمل متكاملة للتوجه إلى العالم الخارجي، وباللغات التي يفهمها وبالأساليب التي تتماشى مع منطقه وتركيبته الذهنية، وتستعين اللجنة بفريق من الخبراء المتخصصين لوضع الخطط والبرامج التنفيذية، مع إحالة جميع أوراق العمل المقدمة في هذا الموضوع إلى اللجنة المشار إليها للاستفادة منها، ويقرر المؤتمر إنشاء صندوق خاص، يمول من مساهمات الدول الأعضاء في المنظمة لتمويل البرامج المشاريع التي تشملها الخطة الإعلامية للتحرك خارجياً". وكانت مذكرة وزارة الثقافة والإعلام التي أتت تحت عنوان"المعوقات التي حالت دون تنفيذ قرارات وزراء الإعلام السابقة"استعرضت أبرز القرارات التي لم تطبق وذلك بدءاً من المؤتمر الأول وحتى المؤتمر السادس التي لم تطبق أو واجهت معوقات حالت دون تنفيذها. وأوضحت المذكرة، أن من أهم القرارات التي اتخذها وزراء الإعلام في الدورات السابقة، ولم تطبق قرار المؤتمر الأول بشان عقد اجتماعات مجلس وزراء الإعلام بصفة دورية مرة كل سنتين، وتشكيل لجنة على مستوى وزاري برئاسة المملكة العربية السعودية، وعضوية كل من الكويت والسنغال وماليزيا وفلسطين وتونس ومصر، إضافة إلى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي تعقد مرة كل ستة أشهر، وتكون مهمتها متابعة تنفيذ قرارات المؤتمر كافة، والنظر في إعادة هيكلية المؤسسات الإعلامية المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي وتطويرها. إضافة إلى ذكرها عدد من القرارات المتعلقة لوسائل الإعلام.