قررت الدول الإسلامية، في ختام الدورة السابعة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام في جدة، العمل الجماعي لمواجهة الهجمات الإعلامية والرسمية على الإسلام والمسلمين، خصوصاً في الدول الغربية. وتزامن البيان الختامي للمؤتمر مع ما نسب الى بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر من حديث غير مسبوق للبابوية تجاه الإسلام والنبي محمد ص دان فيه ضمناً علاقة الاسلام بالعنف، ما استدعى رداً من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي الذي أعلن انه كلف مجمع الفقه الإسلامي التابع للمنظمة"التأكد مما نسب الى البابا في نص محاضرته التي ألقاها قبل أن نستعجل بالرد". وتصدرت قرارات المؤتمر الوزاري الذي استمر خمسة أيام علاقة المسلمين بالإعلام الخارجي، وجاء في البيان الختامي"استناداً بما أقرته الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي ... بضرورة التحرك الإعلامي المشترك على الساحة الدولية، يوصي الاجتماع بتشكيل لجنة وزارية إشرافية مصغرة تقوم خلال ستة أشهر بإعداد خطة عمل متكاملة للتوجه إلى العالم الخارجي وباللغات التي يفهمها وبالأساليب التي تتماشى مع منطقه وتركيبته الذهنية". وأشار القرار إلى الآلية التي سيتعمدها وهي"استعانة اللجنة الوزارية بفريق من الخبراء المتخصصين لوضع الخطط والبرامج التنفيذية". كما أوصى ب"إنشاء صندوق خاص يمول مساهمات الدول الأعضاء في المنظمة لتمويل البرامج والمشروعات التي تشملها الخطة الإعلامية للتحرك خارجياً"، كما دعا الى"قيام هيئات التلفزيون الوطنية في الدول الأعضاء بحملة سنوية لجمع التبرعات تليتون لمواجهة الكوارث الطبيعية والإنسانية، وتشكيل مجالس إدارة لمعالجة وضع وكالة الأنباء الإسلامية اينا" ومجلس إدارة مماثل لتطوير منظمة إذاعات الدول الإسلامية إسبو مع تحويلها إلى"اتحاد الإذاعات الإسلامية". وخلال تلاوة البيان الرسمي للجلسة الختامية اعترض وزير الإعلام السوداني الزهاوي إبراهيم مالك على صيغة الفقرة التي نصت على"يقف المؤتمر بصلابة مع السودان في وجه الحملات الإعلامية المضادة فيما يتعلق بموقف حكومة السودان الرامي لصيانة وحدته واستقلاله". مطالباً بإضافة جملة"ورفض التدخل الخارجي"في دارفور. ولم يقتنع الوزير الزهاوي إلا حينما تدخل وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد بن أمين مدني وأضاف الجملة المحذوفة إلى فقرة السودان، حيث استغرق النقاش حولها نحو 15 دقيقة تسنى لمشاهدي الفضائيات متابعتها على الهواء مباشرة. وكان الوزير السعودي أكد قبل بدء المؤتمر أن المؤتمر سيتجنب القرارات السياسية وتركها لوزراء خارجية الدول الإسلامية، بيد أن البيان الختامي حمل فقرات سياسية تعلقت بالعراق وفلسطين والسودان، كما دعا الى"مدونة الأخلاق"للإعلام الإسلامي وخصوصاً المحطات الفضائية"بما يحقق التنوع والتعددية ويحفظ قيم الأمة الإسلامية ومصالحها". وتم تحديد مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر للانتهاء من صوغ المسودة الأولى لمدونة الأخلاق. وكان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز أكد في كلمته إلى مؤتمر وزراء إعلام الدول الإسلامية أن"إعلامنا يجب أن يتصدى للذين يودون احتكاره الإسلام من داخله أو يشوهونه من خارجه".