سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في كلمتها أمام الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية ل "المؤتمر الإسلامي" . السعودية تطالب بالتحرك السريع لوضع حد للحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان وفلسطين
أكدت المملكة العربية السعودية دعمها الكامل للحكومة اللبنانية، وتأييدها لجهودها للحفاظ على مصالح لبنان وصون سيادته واستقلاله وبسط سلطته على كامل ترابه الوطني. كما أكدت المملكة مساندتها الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وجهودها الرامية إلى السيطرة على الموقف المتأزم في الأراضي المحتلة، بفعل الممارسات الإسرائيلية وسعيها إلى وحدة القرار الوطني الفلسطيني. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد المملكة الدكتور نزار بن عبيد مدني، إلى الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي، على مستوى رؤساء الدول والحكومات لمناقشة أزمة العدوان العسكري الذي قامت به إسرائيل على لبنان وقطاع غزة، الذي بدأ أمس في كوالالمبور في ماليزيا. وطبقاً لوكالة الأنباء السعودية، خاطب الدكتور مدني المجتمعين بقوله:"تتوجه المملكة العربية السعودية بالشكر والتقدير العميقين إلى ماليزيا حكومةً وشعباً على تنظيمها لهذا اللقاء المهم في هذه المرحلة الحرجة والحالكة من تاريخ أمتنا الإسلامية، استجابة لما يتعرض له إخوتنا في لبنانوفلسطين من حرب إبادة على أيدي قوى البطش والطغيان الإسرائيلي ورغبة في بلورة موقف موحد للأمة لمواجهة هذه الحرب الغاشمة". وأضاف بالقول:"إن هذا الموقف المشرف لماليزيا موضع تقدير خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة العربية السعودية وشعوب وقادة الأمة الإسلامية كافة. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية ان المملكة لا تزال تتابع بقلق بالغ واستنكار شديد الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على لبنان والأراضي الفلسطينية في حرب شاملة تستهدف التدمير المتعمد للبنى التحتية وانتهاك الحقوق الإنسانية والوطنية واستهداف المدنيين والأبرياء بالاغتيال والاعتقال والتنكيل دونما اعتبار للعهود والمواثيق الدولية والاعتبارات الإنسانية، مشيراً إلى إن هذا العدوان السافر ما هو إلا امتداد لسياسة الاحتلال والهيمنة الإسرائيلية واستمرار لممارساتها البغيضة في المنطقة التي طالما حذرت المملكة من عواقبها". وأوضح أن بلاده تحذر المجتمع الدولي من خطورة الوضع في المنطقة وانزلاقه نحو أجواء حرب ودائرة عنف جديدة من الصعب التنبؤ بنتائجها، خصوصاً في ظل التراخي الدولي في التعاطي مع السياسات الإسرائيلية العدوانية. وتدعم دعماً كاملا الحكومة اللبنانية وتؤيد جهودها للحفاظ على مصالح لبنان وصون سيادته واستقلاله وبسط سلطته على كامل ترابه الوطني. وتؤكد المملكة مسانداتها الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية وجهودها الرامية إلى السيطرة على الموقف المتأزم في الأراضي المحتلة بفعل الممارسات الإسرائيلية وسعيها إلى وحدة القرار الوطني الفلسطيني، وذلك انطلاقاً من الموقف الثابت للمملكة في دعم السلطات الشرعية الوطنية في كل من لبنان الشقيق وفلسطينالمحتلة، حرصاً منها على العمل العربي المشترك. وخاطب رئيس المؤتمر قائلاً:"إن السياسات الإسرائيلية قادت إلى التطرف وتفاقُم عدم الاستقرار وانهيار الأمن الاجتماعي، وإن الدول الفاعلة في النظام الدولي مسؤولة قانونياً وأخلاقياً عن حماية الشعب اللبناني الشقيق ومطالبة بالتحرك السريع لوضع حد للحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان وإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية. وأكد الدكتور نزار عبيد مدني مرة أخرى تحذير المملكة من خطورة انزلاق منطقة الشرق الأوسط نحو أجواء حرب تقوّض فرص السلام وتفتح الباب أمام دائرة جديدة من العنف والتوتر لا يَعرف أحدٌ مداها، لأن هدفنا جميعاً هو العمل من أجل تحقيق الاستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة، ولا نسمح بأن يكون ما يجري في لبنان تنفيذاً لأجندة لا تخدم مصالح الأمتين العربية الإسلامية. وقال نحن نرفض الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي تستهدف المدنين الأبرياء والبنية التحتية اللبنانية وندينها بشدة ونطالب بوقف هذه الاعتداءات فوراً، مشيراً إلى أن المملكة ستواصل جهودها واتصالاتها مع الدول العربية والقوى الدولية المؤثرة، لإيجاد مخرج لهذا الوضع يجنب الإخوة اللبنانيينوالفلسطينيين المزيد من الخسائر المادية والبشرية. كما تؤكد أهمية بلورة موقف دولي موحد يقوي من الشرعية الدولية لمواجهة قوى الشر الساعية إلى تدمير الأمن والسلم الدوليين. وأضاف أن المملكة العربية السعودية تؤمن بحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في مقاومة هذا الاحتلال بجميع أشكاله ورفض إجراءاته غير الشرعية الرامية إلى طمس الهوية وتغيير الوقائع على الأرض. ومن هذا المنطلق وقفت المملكة مع المقاومة الفلسطينية المشروعة التي تستهدف مقاومة الاحتلال العسكري كما وقفت المملكة بحزم مع المقاومة في لبنان حتى انتهى الاحتلال الإسرائيلي للجنوباللبناني، وتعود اليوم لتؤكد أنها تقف ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأراضي اللبنانيةوالفلسطينية. وإن ما يبعث الألم في النفس استهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين من النساء والأطفال والشيوخ الأبرياء بالقصف المباشر لملاجئهم. كما أن التحريض على قتل المدنيين يخالف ما قررته القوانين والاتفاقات الدولية، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاق جنيف الرابع اللذين يمنعان الاعتداءات على المدنيين. وإن الدعوة إلى قتل المدنيين الأبرياء يشيع الكراهية والرعب بين الناس ويشجع على تنفيذ أعمال الإرهاب المقيتة ضد المدنيين العُزّل. إن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في"قانا"وتعمّد القوات الإسرائيلية قتل الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطينولبنان ما هو إلا تنفيذ لتعليمات رسمية صادرة عن السلطات الإسرائيلية تهدف إلى إشاعة الرعب والخوف في نفوس اللبنانيينوالفلسطينيين لإجبارهم على النزوح من جنوبلبنانوالضفة الغربية وقطاع غزة. وقال لقد تحركت المملكة العربية السعودية على الأصعدة كافة، للتصدي للوضع المأسوي الراهن، فعلى الصعيد الإنساني وجدت المملكة أن الوضع الإنساني في لبنانوفلسطين مقلق وكارثي في آن واحد، خصوصاً وضع السكان المحتجزين في منازلهم وفي مدارس الجنوب ومستشفياته الذي يتركز عليه القصف الإسرائيلي منذ انطلاق العمليات العسكرية وفقدان المواد الغذائية والأدوية وتوقف الإمدادات. ولهذا فإن المأساة الإنسانية في لبنانوفلسطين تتطلب دعماً سخياً من كل عربي وكل مسلم وكل إنسان شريف. ومن هذا المنطلق حرص خادم الحرمين الشريفين على أن تكون المملكة أول المساهمين في جهود إعادة الحياة إلى طبيعتها في لبنانوفلسطين فوجّه بتخصيص منحة مقدارها نصف بليون دولار للشعب اللبناني، لتكون نواة صندوق عربي دولي لإعمار لبنان. وإيداع وديعة بمبلغ بليون دولار في المصرف اللبناني المركزي، دعماً لإمكاناته ودعماً للاقتصاد اللبناني. وتخصيص منحة مقدارها150 مليون دولار للشعب الفلسطيني، لتكون بدورها نواةً لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين. وتنظيم حملة تبرعات شعبية في جميع مناطق المملكة لجمع التبرعات لمصلحة الشعب اللبناني بعنوان:"دائماً معك يا لبنان". وإقامة مستشفى ميداني متحرك كبير بكامل تجهيزاته في بيروت، لتقديم المعونة الطبية العلاجية للمحتاجين إليها من المتضررين والمساعدة في تخفيف آلام الجرحى والمصابين. وتخصيص 50 مليون دولار للهيئة العليا للإغاثة، للإسهام العاجل في أعمال إغاثة الشعب اللبناني. أما على الصعيد الاقتصادي... فإننا نأمل أن يكون لقرار المملكة إيداع مبلغ بليون دولار في المصرف اللبناني المركزي مفعول ايجابي على الاستقرار النقدي في لبنان ويرفع من سيولة وموجودات البنك المركزي بالعملة الأجنبية ويخدم هدف مصرف لبنان عبر الحفاظ على استقرار سعر الصرف وعلى القدرة الشرائية لدى اللبنانيين وأن يكون له مفعول ايجابي في ميزان المدفوعات. وأما على الصعيد السياسي... فقرنت المملكة العربية السعودية دعمها الإنساني والاقتصادي للبنان بخطوات عملية، فجاءت المبادرة السعودية في سياق تحرك ديبلوماسي واسع قامت به المملكة، دعماً للبنان لوقف الحرب والدمار الذي يتعرض له. وختم الدكتور نزار عبيد مدني حديثه بالقول:"لا ترغب المملكة في أن تصرف الأحداثُ في لبنان الأنظارَ عن القضية الجوهرية في الصراع العربي الإسرائيلي قضية القدس الشريف... ولا تود أن تهمش الحربُ التي تشنها إسرائيل على لبنان الصراعَ مع الفلسطينيين وما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة... كما لا تود أن تضع الحملة العسكرية الغاشمة على لبنان إسرائيلَ في موقف يمكنها من فرض حدود الأمر الواقع في الأراضي العربية المحتلة. ليس من المقبول أن يتقرر مصير الشعب الفلسطيني بنتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان والصراع بين القوى الإقليمية والدولية في المنطقة. ختاماً فإننا نود أن نستغل هذا المحفل لدعوة الأخوة في لبنان حكومةً وشعباً بتوحيد الصف والكلمة. وندعو جميع فئات الشعب اللبناني إلى التكاتف والصمود في مواجهة تحديات الوضع الحالي الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان.