توقع الأديب الكبير حنا مينة عام 1982، أن تكون الرواية"ديوان العرب". وعلّق اخيراً على الروايات العربية بأنها على حد تعبيره"تخترق جدار الصوت"، ثم أشار إلى ظاهرة ايجابية مفادها أن الكثير من السيدات والفتيات يرغبن في الكتابة، وفي كتابة الرواية بوجه خاص. الرواية السعودية، للروائيات أو للروائيين السعوديين، أصبحت ظاهرة هذه الحقبة. وربما تكون الرواية وسيلة للروائية السعودية الى غاية تريد ان تقوم من خلالها بتوصيل ما تشاء من حرية التعبير، أو لعلها"موضة عصر"، أو ظاهرة تتخذ منها المرأة طريقاً ووسيلة الى بلورة فكرها، وتجاوز خطوط وحواجز! ولعل اشهر الروائيات العربيات الأديبة غادة السمان التي كتبت الكثير من الروايات. لم تحاول في كل ما كتبته من روايات ان تخترق حاجز الحياء والاخلاق ولم تفحش بالقول. وفجأة توالت اصدارات لروائيات سعوديات بأعداد لافتة، وهذا شيء جميل أن يكون للرواية هذا الكم الهائل من الاهتمام، وأن يكون لدينا هذا العدد من الروائيات المتحمسات، أو بالاحرى هذا التنافس الجميل، وأيضاً هناك روائيون تمكنوا من الرواية ولم يُنصفوا نقدياً، لأنهم ربما لا يختلفون عن الكثير من الروائيين العرب. لكن ما لم استطع أن أتجاوزه في ما تكتبه بعض الروائيات، ذلك الانفتاح الذي لا يمكن تقبله في المجتمع العربي عامة، فما بالك بمجتمع محافظ كمجتمعنا؟ احدى الروائيات قرأت لها مصادفة روايتين صدرتا في لندن، صورت فيهما المجتمع السعودي كأنه مجتمع سيئ السمعة، ووصفت بدقة متناهية وبما لا يخطر على بال إحسان عبدالقدوس في زمانه. الرواية أدب. والأدب الراقي هو الذي تستخلص منه عبرة وفائدة، أو يصور حال المجتمع بالالفاظ والصور الجميلة. قرأت القصة وكأني اقرأ"لوليتا"للبرتو مورافيا. هناك حدود للذوق العام، وهناك حدود للحرمة الخاصة، وهناك ادب مع القارئ وعقله، وهناك عبارات تغني الف مرة عن الوصف الدقيق لعلاقات مشبوهة. الحرية في الكتابة تعني حرية الفكر، وتحرير العقل، وليس انحلال الفكر. انها وجهة نظر قد يختلف معها الكثيرون، لكنها تعليق على ما يحدث من قارئة تحتاج الى ادب وثقافة! وليس إلى أدب اعترافات! [email protected]