بعد أقل من نصف ساعة من نهاية المواجهة في حي الأجواد شرق جدة والتي أسفرت عن ضبط ستة من المطلوبين أمنياً بينهم شخص يمني الجنسية، وجهت أجهزة الأمن أنظارها صوب حي الجامعة، حيث تمركزت وتحصنت مجموعة من المطلوبين في الدور الأرضي لإحدى العمائر السكنية، وذلك بعد أن قادت المعلومات التي خلص إليها التحقيق مع المقبوض عليهم في"الأجواد"بوجود جماعة مسلحة في هذا الموقع، ولدى وصول أجهزة الأمن تم إطلاق النار عليهم لتبدأ المواجهة. وبحسب إعلان مصدر مسؤول في وزارة الداخلية فإن المشتبه بهم والبالغ عددهم أربعة أشخاص سلموا أنفسهم وبدأت مواجهة حي الجامعة في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس واستمرت حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس، وشهدت معركة تبادل إطلاق كثيف للنار بين رجال الأمن والمطلوبين المتحصنين في العمارة السكنية التي يمتلكها شخص يمني الجنسية يدعى"س ع"وتشير المعلومات إلى تورطه في إيواء هذه المجموعة. وترددت أنباء أمنية عن قيام المطلوبين باحتجاز بعض الرهائن من سكان البناية بينهم نساء وأطفال مع بداية المواجهة، في محاولة من المطلوبين للدخول في مفاوضات لمصلحتهم مع رجال الأمن. وذكر شهود عيان أن المحتجزين من سكان البناية تم تحريرهم على دفعات كان آخرها عائلة تم الإفراج عنها مع الساعات الأخيرة لنهار يوم أمس. ومن خلال وجود فريق"الحياة"في الموقع، شوهدت عملية إنزال رجال أمن على سطح إحدى البنايات المجاورة للمبنى المستهدف بواسطة رافعات الدفاع المدني. وهدفت هذه العملية إلى تطويق المطلوبين من اتجاهات مختلفة، ومن ثم اقتحام الموقع الذي تحصن فيه المطلوبون. وقبل ذلك، شهدت المواجهة محاولات حثيثة من قبل رجال الأمن لإجبار المحاصرين على تسليم أنفسهم طواعية من دون مواجهة مسلحة، فرضخ أحدهم لمفاوضات رجال الأمن وسلم نفسه في وقت باكر من المواجهة فيما رفض بقية المطلوبين الانصياع وتسليم أنفسهم، لتبدأ مواجهة جديدة وتبادل لإطلاق النار ومفاوضات جديدة لتسليم المشتبه بهم أنفسهم. وفيما لم تسجل المواجهة مقتل أي من رجال الأمن المشاركين في العملية، أشارت بعض المصادر الأمنية إلى وجود إصابات طفيفة بين صفوف رجال الأمن تم نقلهم على الفور إلى المستشفيات، وأكدت المصادر أن المصابين يعيشون حالياً في وضع صحي مستقر. والواضح أن أجهزة الأمن حاولت طوال فترة الحصار أن تنهي العملية باستسلام المشتبه بهم وعدم قتلهم، إضافة إلى حرصها على إجلاء سكان المبنى السكني الذي يتحصنون فيه، وسبق ذلك بطبيعة الحال إخلاء كل المباني السكنية المجاورة من السكان، حفاظاً على سلامتهم وعدم تعرضهم لخطر تبادل إطلاق النار. وتعتبر هذه العملية هي المواجهة الثالثة عشرة بين رجال الأمن والمطلوبين أمنياً في محافظة جدة منذ العام 1424ه، ثلاث منها وقعت في حي الجامعة والبقية توزعت على أحياء البوادي والنزلة والزهراء والشرفية وشارعي التحلية والمكرونة.