الغرفة التجارية تحيرنا، فهي لم تحل مشكلات سيدات ورجال الأعمال، ولم تضع لنا مركز معلومات متقدماً، ولم تنه مشروع الحاضنة التي ننتظر مخاضها منذ سنين، وعليهم إفادتنا عن مدة حضانتهم المزعومة للقرارات حتى نتفاءل خيراً، ولم تنه مشروع صندوق المئوية، ولم تنجز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ولم تفعل شيئاً يذكر، وهي ترى مشكلة توظيف السعودي تتعثر، والتستر ينتشر... إلخ. ومع كل هذا، وضعت نفسها في ورطة وتبنت السياحة، فأصبحت كخيوط العنكبوت مبعثرة الجهود، ناعمة الملمس، عديمة الفائدة، كمن شغل أربع أو خمس وظائف، فهو لا يؤدي الأمانة في أي منها، ولا يهتم بعدد العاطلين، مادامت المقاولة من الباطن مع أحد العمالة المتخلفة متوفرة، وهذا تماماً ما ستعمله"الغرفة"لفعاليات السياحة لهذا العام، فهي وكالعادة ستقوم بالتسهيل للعمالة المتخلفة والمخالفة ليحضروا كل ما لديهم من البغال والحمير والخيل والجمال المريضة والدبابات الخردة وسيارات الآيسكريم المتهالكة، وكل مشروب وأكل فاسد، وبضاعة مغشوشة، وتنثرهم في شواطئنا، حتى تصبح العمالة أكثر من الزوار، فيوهمون المسؤول بأن هؤلاء سياح حلوا على المنطقة الشرقية. ومن المؤسف، أن نقرأ لأمين الغرفة التجارية الأستاذ عبدالعزيز العياف، أن اللجان اجتمعت، وستدرس معوقات السياحة، وستتصل بهيئة السياحة، و... و... وأن البرنامج السياحي من 18-5 إلى 25-7-1427ه، ما يعني أن مدة البرنامج 67 يوماً، ومع أن هذا الرقم يكرهه كل العرب، إلا أننا مضطرون للتعامل معه، لأن"سياحتنا غير"! المحزن في الأمر، أن 20 يوماً مرت، ولم يتم توزيع البرنامج أو الإعلان عنه، أو البدء فيه، والسبب أن أعضاء اللجان من أصحاب النظرة الثاقبة، يعرفون ماذا يريد السائح من نظرة عيونه! والواقع المر أن المتخصصين لدينا لا يتحركون، إلا عندما يقع الفأس في الرأس، أو ينتقدهم أحد، كما حدث مع فعاليات السياحة، ولذلك نقول للغرفة"صح النوم"! إن تقرير الغرفة التجارية يذكرني بمسرحية"غربة"، عندما قابل المسؤول المواطنين لبحث مشكلاتهم، فسألوه عن الكهرباء، فأجابهم بالأتي:"إننا سنقطع دابر الامبريالية، وكل من يحاول المساس بقوميتنا العربية"! الموضوع بسيط جداً...، نريد فعاليات واهتماماً بنا مثل البشر الموجودين في بلاد"برا"، مع الأخذ في الاعتبار لون بشرتنا وعيوننا، حتى تتناسب سياحتنا مع خصوصيتنا. مخلف الشمري - الخبر