تبدو جدة في أبهى زينتها التي ارتدت فستان زفافها الليلة احتفاء بانطلاقة فعاليات «رمضاننا كدا.. وعيدنا كدا»، التي تعود بالذاكرة إلى قرابة 100 عام مضت عاشها الأجداد والآباء. وتستمر الفعاليات 34 يوما حتى الرابع من شوال المقبل في مسارين داخل منطقة جدة التاريخية، حيث تقام فعاليات «رمضاننا كدا» يوميا الساعة العاشرة مساء وحتى الثانية فجرا، فيما تتواصل «فعاليات عيدنا كدا» من 24 رمضان حتى 4 شوال من الساعة الرابعة عصرا وحتى الحادية عشرة مساء لإحياء ليالي العيد على الطريقة الحجازية وكيفية استقباله ببرزات الحلاوة والمكسرات وبسط الجبن والحلاوة والشريك والزيتون والتعتيمة والفرحة بقدومه بفعاليات خاصة من 1 إلى 4 شوال لتعم الفرحة والبهجة والسرور على وجوه الجميع. تأتي هذه الفعاليات امتدادا لفعاليات مهرجان جدة التاريخية والتي انطلقت خلال منتصف شهر ربيع الأول الماضي وجاوز حدود الوطن بنجاحه حيث شهد حضورا مكثفا قارب المليون زائر وحقق عائدات مالية تزيد على 30 مليون ريال، بينما تابعه على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مليون وثمانين ألف متابع والتقطت على الانستجرام 39329 ألف صورة لزوار المهرجان أيضا 9689 صورة للمهرجان. وبلغ عدد المعجبين بصفحة الفيس بوك 17513 معجبا وتابعه في تويتر 3036 فيما بلغ عائد الاستثمار الإعلامي (2380000) ريال. وأوضح زكي حسنين رئيس الجهة المنظمة لفعاليات رمضان والعيد أن زوار وأهالي جدة سيستمتعون ب 28 فعالية جديدة فريدة من نوعها يقوم عليها فريق متكامل يبلغ عدهم أكثر من 250 من شباب وشابات جدة من المشرفين والعاملين على الفعاليات التي تقام في منطقة جدة التاريخية. والتي خصص لها مساران الأول مسار دائري من باب المدينة مرورا بشارع أبوعنبة ويمتد حتى بيت العم ذاكر ويعود من الطريق الموازي. ويبدأ المسار الثاني من برحة نصيف وحتى مركاز عمدة حارة اليمن والبحر. فعاليات تراثية وتشتمل الفعاليات على الكثير من البرامج وهي «بسطات البليلة، الكبدة، مواقع المأكولات المختلفة، جناح فطور فارس، سوق زمان، مطعم السحور البحري، مطبخ قباء الحجازي، بقالة زمان، المقاهي الحجازية، جناح باب فرحان، مسابقة العمدة، مقعد جدة وأيامنا الحلوة، فعالية شبابنا، ركن الجمعيات الخيرية، المسحراتي، الحكواتي، حكواتي الأطفال، دكان المصوراتي، السجادة الحمراء، الإرشاد السياحي، النبتة الخضراء، مقهى النخيل، مقهى الرشايدة، دوري البلوت، الضومنة، الكيرم، تنس طاولة». وأشار حسنين إلى أن الفعاليات تأتي بصبغة ثقافية تربط الماضي العريق بالحاضر الزاهر وترسخ الحفاظ على المقتنيات التاريخية تعزيزا لمكانة المملكة كمصدر للثقافة والأدب والتاريخ العربي والإسلامي. وتتضمن العديد من الأنشطة التي تحاكي ما كانت عليه جدة خلال بدايات القرن الماضي. وتهدف إلى المحافظة على المرتكزات الأساسية للتراث ومقتنياته الحضارية وتثقيف الأبناء بما كانت عليه جدة قديما. وإلى تعزيز المكانة الثقافية والتاريخية لعروس البحر الأحمر لتتواكب مع مكانتها الاقتصادية والسياحية عالميا. عروض فلكلورية وتحاكي الفعاليات ما كانت عليه جدة قديما في مسار نصف كيلومتر متضمنا السوق الشعبي وعروضا للحرف اليدوية والفنون والفلكلور الشعبي وتقاليد الحياة القديمة ومعرضا للأسر المنتجة إضافة إلى جلسات المقاهي الشعبية المختلفة طيلة أيام الفعاليات. وحسب حسنين سيعيش أهالي وزوار جدة والمقيمون فيها روح المنطقة التاريخية لجدة العريقة بكل عبقها ونسيمها الذي كان عليه الآباء والأجداد حيث اعتاد الناس فقط أن يتوجهوا إلى منطقة البلد التاريخية لتناول الكبدة والبليلة على الطريقة الحجازية القديمة خلال ليالي رمضان.. ومن هذا المنطلق كانت رؤية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة بتنظيم فعاليات منبثقة من مهرجان جدة التاريخية تعيد أمجاد الماضي وتحكي للأجيال الحالية كيف كان الآباء والأجداد يعيشون الليالي الرمضانية المباركة ويحتفلون بقدوم عيد الفطر السعيد ويستمتعون بكل ما هو قديم وتراثي حجازي. وعلى ضوء ذلك جاء إنشاء مواقع الفعاليات من الإضاءة على الطريقة القديمة باستخدام الفوانيس وهلال رمضان مع شعار الفعاليات على مسارين يجري ترطيبهما لتخفيف حدة الحرارة على الزائرين وتخصيص بسطات المأكولات الشعبية ومواقع الفعاليات الترفيهية والملاعب الرياضية وتجهيز المقاهي. وتهيئة أماكن للألعاب الشعبية التي كانت تمارس قديما مثل الكيرم والضومنة الدومينو والداما والفرفيرة إلى جانب هذا كله ستعيد الفعاليات ذكريات الحكواتي والمسحراتي والفرق الشعبية الفلكلورية التي ستؤدي الأدوار الحجازية مثل المزمار والصهبة والحدري والخبيتي وغيره. مفاجآت عديدة وأشار جمعان بن عقيل الزهراني رئيس اللجنة الميدانية المشرف العام على فعاليات «رمضاننا كدا.. وعيدنا كدا» إلى أن الفعاليات تتضمن العديدة من المفاجآت وتظهر المنطقة القديمة بتراثها القديم والعريق من خلال البسطات المعدة لبليلة زمان ودكان المصوراتي والحكواتي والأطعمة القديمة من السمبوسة واللقيمات وغيرها، والمشروبات المعتادة للأجداد وفي مقدمتها السوبيا والشربيت، إضافة للألعاب من الماضي التي اعتادوا أن يمارسوها زمان. وتهدف هذه الفعاليات إلى ترسيخ مفهوم ثقافة المجتمع التاريخية لكل المهتمين بعشق جدة وماضي الأجداد والآباء وبث روح التواصل الاجتماعي والترفيه. وقد عملت عدة جهات على التحضير المبكر لهذه الفعاليات وهي محافظة جدة، أمانة جدة، الهيئة العامة للسياحة والآثار، الغرفة التجارية الصناعية بجدة، إضافة إلى الأجهزة الأمنية التي تعمل جاهدة لأجل تسهيل كل ما يسعد زوار وأهالي جدة وحفاظا على الضوابط الملزمة للجميع، ويزداد سعي هذه الجهات لإظهار هذه الفعاليات بشكل يليق بمكانة جدة وأهلها والمحافظة على الموروث القيمي القديم لها. فرحة غير ويعتبر برنامج فعاليات «عيدنا كدا» فرحة في كل القلوب فعيد جدة هذا العام سيكون مختلفا بكل ما تحويه الكلمة من معنى حيث ستضاف بسطات خاصة لبيع حلويات العيد التي اعتاد أهالي جدة على شرائها لتقديمها لضيوفهم، أما اليوم الأول لعيد الفطر فستنطلق فيه الفعاليات بفعالية البرزة وهو مقر خصص لكل عمدة يجتمع فيه مع أعيان وكبار الحارة للاحتفال وتقديم التهاني وتوزيع العيديات على أطفال الحارة وممارسة بعض الألعاب القديمة والاستمتاع بالفلكلور الشعبي كالمزمار والصهبة، وخصصت منطقة لتقديم المأكولات الشعبية التي تقدم في العيد آنذاك، كما سيجد الزوار مسرحيات فكاهية متنقلة وثابتة لتقدم الابتسامة والبهجة من خلال ستاند أب كوميدي بالإضافة إلى فعاليات أخرى ستضفي السعادة والبهجة على كل الزوار. مواقف للسيارات وتم تخصيص مواقف للسيارات لزوار الفعاليات تقع غرب فندق الأزهر ومواقف أخرى في مواقف مبنى البنك الأهلي تتسع ل 700 سيارة، ومواقف النقل الجماعي الواقعة غرب مركز الكورنيش، أيضا مواقف برحة باب شريف، ومواقف منطقة القشلة، ومواقف بجوار مسجد الجفالي وستكون هناك لوحات إرشادية توضح ذلك وضعت على الطريق. وقال جهاد بصراوي أحد المشاركين في الفعاليات والمستثمرين داخل منطقة جدة التاريخية: حضرت من المدينةالمنورة وشاهدت مهرجان جدة التارخية الماضي والنجاح الذي حققه وبعد تجولي داخل المنطقة التاربخية وجدت أن العمالة الأجنبية من الآسيوية والأفارقة تسيطر على المنطقة من خلال السكن والتجارة فقررت خوض غمار الاستثمار داخلها والاستفادة من الموارد الموجودة كون أهلها تركوا المنطقة للغير، وبحثت جاهدا حتى عثرت على محل وسعيت في ترميمه وتجهيزه وتخصيصه ليكون «كافيه» لبيع الآيسكريم والمشروبات الساخنة والحلويات الحجازية.. وأشار إلى أن سبب إقدامه على الاستثمار داخل المنطقة التاريخية هو تخطيطه للمستقبل لأن القادم لجدة التاريخية يبشر بخير كبير سيكون لها.