تستعد العائلات وتحزم حقائبها عندما يحين موسم السفر، بحثاً عن فسحة من تعب أيام العمل، لكن القيام برحلة قد يكون مرهقاً بدل أن يكون باعثاً على الراحة، وبخاصة لبعض الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية أو يمرون بظروف استثنائية، ومن بينهم النساء الحوامل. وفي هذا المجال اعتبرت استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة آمال الحسن أن"سفر المرأة الحامل ينبغي أن يكون تحت إشراف طبي، وذلك تجنباً لأي مضاعفات تكون المرأة في غنى عنها، وبخاصة إذا كان سفرها بهدف السياحة والاستجمام". وشددت على أن المطلوب خلال الرحلة وطوال فترة السفر والإجازة أن"تتجنب المرأة الإجهاد الجسدي، كما يجب أن تحمل معها ملفها الطبي بما يتضمنه من فحوصاتها المخبرية والصور الصوتية للجنين، تحسباً لأي عارض مفاجئ، فهذا الملف يسهل متابعة حالتها من جانب الطبيب في البلد الذي تقصده". ودعت الطبيبة الحوامل إلى متابعة حملهن منذ بدايته لدى طبيبة متخصصة"كي يكن على علم بطبيعة وضعهن ومدى استقرار الحمل عندما يحين موعد السفر"، مؤكدة أن"بعض السيدات يهملن استشارة الطبيبة بحجة أنه ليس حملهن الأول، ولكن ما لا يعرفنه أن لكل حمل وضعاً مختلفاً، ومع التقدم في السن تطرأ على المرأة تغييرات كثيرة، لذا وجب أن يكون الحمل تحت إشراف طبي". ولا تضع الطبيبة ضوابط مشددة على سفر الحامل"طالما أنها تراعي النصائح الطبية، فهي قد تضطر للسفر أحياناً"، وشددت أن عليها"الحفاظ على حملها وجنينها وعلى نفسها في الدرجة الأولى". وأشارت إلى أنه يمكن للحامل السفر"في أي مرحلة من حملها، حتى دخولها شهرها التاسع، وبخاصة إذا كان الحمل يسير بشكل طبيعي، ولم تظهر عليها أي مضاعفات خلال فترات حملها المختلفة". لكنها ترى أن الحامل"قد تجد صعوبة في السفر في بداية حملها بسبب أعراض الحمل كالوحم والخمول والتغييرات التي طرأت على جسمها، كما أنه عادة هناك خوف من الإجهاض المبكر، لذا لا ننصح به". وتعتبر أن الفترة الأفضل هي بعد الشهر الثالث، وصولاً إلى الشهر السابع"الشهران الأخيران من الحمل يعتبران مرحلة خطرة، ونتخوف من حدوث ولادة مبكرة فيهما، أو من مضاعفات سلبية تؤثر على الجنين". ويمكن للحامل السفر براً"سواء في السيارة أو الحافلة أو القطار، شرط أن لا تكون الطرقات وعرة، إذ أن الاهتزازات المتلاحقة قد تزيد من تقلصات الرحم، لذا يفضل تجنبها"، كما تؤكد الطبيبة الحسن. ونصحت بأن لا تكون الرحلة"لفترة طويلة تتعدى الساعات الست، وهذا ينطبق على السفر بوسائل المواصلات الأخرى، فهذا مرهق للحامل، كما يجب أن تلتزم المرأة بوضع حزام الأمان تحسباً لأي حادثة سير أو توقف مفاجئ، فقد يؤدي ذلك إلى انفصال المشيمة أو نزيف". أما السفر في السفينة، فتراه الحسن"ممكناً إذا كانت وسائل السلامة متوافرة، وكذلك العناية الطبية الطارئة، فالسفر براً مريح، لكن يجب التنبه من دوار البحر الذي قد يُحدث غثياناً للحامل"، لكنها لا تمانع من القيام خلال الإجازات برحلات بحرية قصيرة. يبقى أن السفر جواً، كما تراه الحسن،"أكثر أمناً في فترة الحمل، لكن المطلوب أن تراعي الحامل أن لا تكون مدة السفر طويلة، وأن عليها عدم الجلوس في وضع ثابت لساعات عدة، والحرص على تحريك الأطراف السفلية لتنشيط الدورة الدموية، ويمكن أن تمشي بعد كل ساعة سفر للتخفيف من تورم القدمين وتقلصات الرحم". ومن التمارين التي تنصح بها"القيام بتحريك القدمين والساقين عبر الضغط على أرضية الطائرة بمشط وكعب القدم بالتناوب لمدة خمس دقائق كل ساعة أو ساعتين أو القيام بتحريك الساقين في حركة شبيهة بقيادة الدراجة". كما نبهت الحامل إلى"عدم وضع الساقين فوق بعضهما البعض، لأن ذلك يؤثر على الدورة الدموية". وحذرت الحسن النساء من إخفاء موضوع حملهن عن شركات الطيران"بعضهن يخشين من أن يُمنعن من السفر، ولكن يكفي أن توقّع الحامل على استمارة تخلي مسؤولية شركة الطيران، لتتمكن من السفر". وقالت إن ذلك يساعد على منح الحامل العناية اللازمة على وضعها في مقعد من المقاعد الأمامية".