هل أستطيع السفر؟ هذا السؤال غالباً ما تطرحه الحامل على طبيبها، والواقع ان الحامل، كغيرها من الناس، يمكنها ان تسافر براً وبحراً وجواً، ولكن مع مراعاة بعض القواعد الصحية التي تفيدها في الوصول الى شاطئ الأمان من دون مطبات. وفي ما يأتي أهم النصائح الطبية المتعلقة بالسفر وما بعده. السفر في الطائرة. لا مانع من ان تسافر الحامل في الطائرة اذا كان الحمل طبيعياً ويسير على ما يرام. لكن المعروف ان شركات الطيران تمنع نقل الحامل في نهاية حملها، أي ما بعد الشهر الثامن، وأحياناً بعد الشهر السابع. ومع هذا، ففي مقدور الحامل ان تستقل الطائرة حتى ولو كانت في نهاية حملها، اذا اعطاها الطبيب ورقة تخولها السفر، وبذلك تتنصل الشركة من أي مسؤولية تجاه أي دعوى ترفع ضدها. ان السفر لمسافات طويلة يمكن ان يشكل خطراً على الحوامل اللاتي يملكن استعداداً للاصابة بالخثرات الوريدية في الطرفين السفليين نتيجة الجلوس المديد من دون حركة. ان هذه الخثرات تستطيع الانفصال من مكانها لتذهب الى الرئة مسببة الصمامة الرئوية الخطرة للغاية، وتتظاهر هذه الصمامة بعوارض تشمل: تسرع التنفس، ضيق النفس وحس الاختناق، الم حاد في الصدر يزداد مع حركات التنفس وتسارع في ضربات القلب. على أي حال، ان الخثرات الوريدية لا تعطي عوارض تذكر، وتختفي من تلقاء ذاتها. واذا صدف وبدر عنها عوارض ما، فهذه لا تظهر خلال الرحلة، بل بعد يومين الى 3 أيام من نهاية السفر، وتتضمن هذه العوارض: تورم الساق، الألم والاحمرار في بطة الساق. على الحامل الأخذ بالنصائح التالية للوقاية من الخثرات الوريدية: - شرب الماء بكثرة. - الاقلال من شرب القهوة والشاي. - تفادي ارتداء ملابس ضيقة. - أكل وجبات خفيفة والابتعاد عن الوجبات الثقيلة او الدسمة. - تحريك القدمين والساقين كل ساعة لتنشيط الدورة الدموية ومنع تجلط الدم. - ثني القدمين وبسطهما مرات عدة ما بين وقت وآخر. - المشي من فترة لأخرى في ممر الطائرة. - تجنب الجلوس في الوضعية نفسها لمدة طويلة. - عدم لف الساق على الساق وتحريك القدمين باستمرار. السفر في السيارة. لا مانع من السفر بالسيارة شرط التقيد بأمور عدة أهمها: - عدم قطع مسافة تزيد على 500 كلم في اليوم. - وضع حزام الامان في أسفل البطن أي من مستوى الحوض لتفادي الضغط على الجنين. - التوقف كل ساعة والنزول من السيارة للتهوية والمشي. - الجلوس في المقعد الخلفي للسيارة. - الخلود الى الراحة فور الوصول. الحمل والملاريا. يجب تفادي السفر الى المناطق التي ينتشر فيها وباء الملاريا، خصوصاً ان بعض العقاقير التي توصف بهدف الوقاية من المرض لا يمكن اعطاؤها للحوامل، عدا هذا فهؤلاء الاخيرات هن أكثر استعداداً من غيرهم للاصابة بداء الملاريا حتى ولو أخذن العقاقير المضادة له. الحمل واللقاحات. في الحالة الطبيعية يجب تمنيع الحامل أي تلقيها قبل حدوث الحمل عندها. في كل الاحوال يمنع منعاً باتاً اعطاء اللقاحات الحاوية على مشتقات حية الى الحامل، وبشكل اكثر دقة يمنع اعطاء لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والسل والحمى الصفراء ولقاح الشلل الفموي. في المقابل يمكن تلقيح الحامل بلقاح الشلل المعطل لقاح سولك، واللقاح ضد المكورات الرئوية وذات السحايا A وC. اما في ما يتعلق بالغلوبولينات المناعية فيمكن الاستنجاد بها ضد التهاب الكبد الوبائي، فهي آمنة ولا خطر منها على الحامل او على الجنين. الحامل ومكان الاقامة. هناك جملة من الوصايا التي يجب على الحامل التقيد بها وهي: - شرب الماء المعقم، واذا كانت هناك شكوك فيه فيجب غليه لضمان سلامته. - الامتناع عن التنقل لمسافات طويلة ومتعبة. - شرب ما يكفي من السوائل لتفادي الاصابة بالجفاف. - اتخاذ الأساليب الكفيلة للوقاية من الضربة الشمسية، او الضربة الحرارية. - عدم تناول أي دواء سواء كان معروفاً أو غير معروف من دون إذن الطبيب. - الابتعاد عن ممارسة النشاطات الرياضية العنيفة. - تجنب الذهاب الى الجبال العالية، لأن الاوكسيجين يقل فيها وبالتالي فإن هذا قد يؤثر في الجنين. - تفادي أخذ حمامات باردة لأنها قد تثير التقلصات في الرحم. وايضاً يجب عدم اخذ حمامات ساخنة جداً لأنها سيئة للأوردة. - عدم استعمال مادة اليود لتعقيم المياه، فهذا المعدن قد يؤثر في الغدة الدرقية للجنين. - يمنع استعمال المضادات الحيوية للوقاية من الإسهال.