قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي:"في الحياة مصائب ومحن وابتلاءات، وفي الأمة اليوم حال مضعفة من المآسي، تصدع وحدتها وتفرق كلمتها في اشتداد البأس وألوان البلاء، من قتل وتشريد، مع تفشي الجهل ولما أصابها من نكبة الذل والهوان وتكالب الأعداء، وفي الأمة انتشار الفساد والتحلل بين أبنائها بصنوف الاغواء. أحداث الحياة واشتداد الأحداث وأحوال الأمة قد تورث المرء لوناً من اليأس والقنوط، الذي هو قاتل للرجال، ومثبط للعزائم، ومحطم للآمال ومزلزل للشعوب، وفي أوقات الأزمات تعظم الحاجة لاستحضار التفاؤل". وأوضح أن المتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد تأكيده الأكيد والحرص الشديد على التبشير في موضع الخوف، وبث الأمل في موضع اليأس، والقنوط حتى لا تصاب الأنفس بالإحباط. وأكد أن المسلم المتفائل لا يسمح لمفارق اليأس أن تتسلل إلى نفسه، وأنه مع تواصل صنوف البلاء على يوسف عليه السلام ثبت، ولم يقنط ولم ييأس، فجاءه نصر الله فجعله على خزائن الأرض، وقد كان التفاؤل يغمر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ورسخه مبدأ سامياً وربى عليه الأوائل الأجداد.