لا اعلم لماذا تحولت مصارفنا في عصر التقنية الحديثة إلى مصارف دون المستوى؟ كنت احد العاملين في المصارف في أوائل الثمانينات، وعلى رغم أن العمل كان يدوياً، إلا أننا كنا نقوم بالعمل على أكمل وجه، ونحفظ حقوق العملاء ونعمل على حل مشكلاتهم، ولذلك استغرب الحال التي وصلت لها مصارفنا من عدم الاكتراث بالعميل، أو حتى الرد على تساؤلاته، بل إنها تترفع حتى عن الرد على شكواه أو مجرد سماعها، ولا أجد تفسيراً لبخس حقوق الناس إلا سببين"الأول أن مؤسسة النقد أعطت الضوء الأخضر لهذه المصارف لتعمل وتسرح وتبطش كيف تشاء من دون رقيب، والثاني أن المصارف تطبق المقولة الشعبية"طريق القمح على المطحنة"، فهي تعلم أنها أصبحت كالكماشة على الناس، فليس لهم غنى عنها ولو أشبعتهم ضرباً، ولهذا ليس لنا إلا الصبر حتى تقوم مؤسسة النقد بواجبها وتحمينا! وأسوق للقارئ الكريم فقط نموذجين من بعض شكاوى العملاء من مصرفين دون المستوى، على رغم اسميهما اللامعين. الأول، عميل يدعي المصرف انه مرموق ادخل أمر بيع بالنت لأسهم إحدى الشركات، بسعر السوق في تاريخ 5-6-2006 ونفذ الأمر بسعر 178.75 ريال، ولكن لم يودع في حسابه سوى بسعر 160.90 ريال، وعند الاستفسار منهم، أدخلوه في متاهات بين هيئة سوق المال و"تداول"والمصرف، وأخيراً يطلب العوض من الله، وحصل الشيء نفسه مرة ثانية مع العميل، إذ نُفذ له سهم آخر بسعر 111 ريالاً، ولكن ما أودع في حسابه فقط 99.88 ريال، ونحن نسأل: كيف يحدث هذا وأين البقية؟ والمثال الثاني، عميل دفع ما في ذمته إلى أحد المصارف المميزة في تاريخ 30-5-2004 واخذ مخالصة، ورحمه الله لاحتفاظه بصورة الإيداع والشيك إلى اليوم، لكن المفاجأة أن موظفي المصرف منذ العام الماضي وهم يزعجونه ويكذبون انه سدد، ويقول صاحبي: الظاهر أنهم متعودون على هذا، يتركون الرجل حتى ينسى، ثم يطالبونه من جديد، ويهددونه بأنه لن يُرفع اسمه من القائمة السوداء، وبعد أن أرسل صاحبا الأسبوع الماضي فاكساً بصورة السداد، انقطعت الاتصالات وعرفوا أنهم انكشفوا، ولكن لم يعتذروا له! إذا كانت الحال كذلك فإن هذه الأجهزة التي نشاهدها في المصارف هي فقط للديكور، ولا يتم استخدامها الاستخدام الامثل لحفظ حقوق الناس، وما نقرأ من مشكلات العملاء على صفحات الصحف ما هو إلا دليل على ذلك، وعلينا كعملاء إذا سددنا شيئاً للمصرف أن نطلب صكاً شرعياً لبراءة الذمة، والاحتفاظ به إلى الممات، حتى لا تتكرر قصة صاحبنا السابق ذكرها. ولهذا، ونيابة عن عملاء المصارف دون المستوى، أطالب محافظ مؤسسة النقد بحماية العملاء، وضمان حقوقهم، وعدم السماح بابتزازهم، حتى تعود ثقة ما قبل التقنية ببنوك التقنية الحديثة. مخلف الشمري - الخبر