من المضحك حقاً أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الاستخفاف بأمننا ومشاعرنا، وعدم المبالاة بالأنظمة والتعليمات من بعض شركات الخدمات الأمنية، التي اُسند إليها الكثير من المهام الأمنية في كثير من المرافق والمساكن التي يقطنها الأجانب لدينا. إن وجود بعض العناصر المخالفة في هذه الشركات في موقع صنع القرار خطر كبير، ومن يساعدهم ويتستر عليهم من أصحاب النفوس الضعيفة، الذين باعوا ضمائرهم ولا يهمهم أمننا ولا استقرارنا هم الذين سهلوا وتعاونوا مع هؤلاء المتسللين، وعددهم 11 فرداً، وألبسوهم لباس رجل الأمن الخاص ووظفوهم في إسكان الدمام لأشهر عدة، ولم يتم اكتشافهم من الجوازات إلا بمحض الصدفة، مستغلين قناعتنا بان هذه الشركات لا توظف إلا سعودياً! ان اكتشاف رجال الجوازات لهؤلاء المتسللين جهد يشكرون عليه، ولكن كيف وصل هؤلاء؟ وما هو هدفهم؟ وإلام يخططون؟ إن هذه الحادثة هي علامة خطر حمراء، وقد تقود الجهات الأمنية إلى ما هو اخطر من انهم يسعون إلى لقمة عيش، فالأخطر من هذا أن يكون هؤلاء وأعوانهم ممن ينتمون إلى تنظيم القاعدة، ولم يجدوا سبيلاً إلى التغلغل داخل المجمعات السكنية التجارية التي يوجد بها أجانب إلا عبر هذه الحيلة، وهي التخفي خلف لباس رجل الأمن، الذي أوكل إليه حماية هذه الأماكن، والمفروض أن هذه الشركات لا توظف إلا السعودي بعد التحقق من سلوكه وأخلاقه، وأنا على ثقة بأن رواتب هذه الشركات لا تستحق هذه المغامرة من هؤلاء المتسللين، فهناك أعمال يستطيعون أن يكسبوا بها أضعاف ما يحصلون عليه من راتب هذه الوظيفة. علينا، رجال امن ومواطنين، أن نكون يقظين لمثل هذه الأساليب، والا تأخذنا الشفقة بكل من يحاول الإخلال بأمننا، ومحاسبة القائمين على هذه الشركة ومنعها من مزاولة أعمالها، والكارثة انه قد يكون هؤلاء المتسللون قد سهل لهم استخدام أسماء سعودية مزورة في سجلات الشركات، ولكن على الطبيعة هم متسللون. إن ترك المقيم في قمة الهرم في هذه الشركات وغيرها لن يعود علينا إلا بالضرر والدمار عاجلاً أو آجلاً، وما هذه الحادثة إلا نذير، فهل نصحو أم ننتظر حتى تحصل الكارثة ويبدأ العويل وجلد الذات؟ مخلف الشمري - الخبر