تحتل السعودية مكانة مميزة في تقديم العون والدعم والمساعدة والمساندة للشعوب العربية والإسلامية والصديقة، وإعانة حكومات تلك الدول على توفير النماء والازدهار لأبناء تلك الشعوب، ومواجهة ما تتعرض له من أضرار وكوارث. وتخصص السعودية نسباً عالية من دخلها الوطني للمساعدات الخارجية، سواء للدول أو المجتمعات أو المؤسسات والمنظمات المتخصصة. ولا تقتصر المساعدات، سواء المادية أو العينية، على ما تقدمه الحكومة فحسب، بل تشمل تشكيل لجان شعبية لاستقبال تبرعات المواطنين النقدية والعينية. ولضمان وصول تلك المساعدات لمستحقيها، أقامت السعودية جسوراً جوية وبحرية لإيصالها إلى المناطق المتضررة في الدول العربية والإسلامية. وتشتمل تلك التبرعات والمساعدات على النواحي المادية والعينية، ومواد الإغاثة مثل الأغذية ومواد الإيواء والأدوية، وما تحتاجه الحياة المعيشية للمتضررين. وعندما دعت الحاجة، أنشأت السعودية مستشفيات ميدانية في الأماكن المتضررة، أمدتها بالأطباء والأجهزة الطبية والأدوية. إلى ذلك، أكد مدير إدارة المصروفات في وزارة المال محمد بن عبدالرحمن المقيضيب، سرعة استجابة المملكة العربية السعودية لتقديم المساعدات للمتضررين من آثار الجفاف في القرن الأفريقي، امتداداً لجهود المملكة في تقديم المساعدات في جميع الدول المتضررة والمحتاجة. وقال في مؤتمر صحافي عقد ليل أول من أمس في العاصمة الكينية نيروبي، إنه تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتخصيص10 ملايين دولار تم تقديم تلك المساعدات، وإيصالها لمستحقيها عبر برنامج الأغذية العالمي، وهو أفضل منظمة يمكن أن تقوم بتنفيذ تلك المساعدات وإيصالها للمحتاجين. وبين أنه تم أخيراً توقيع اتفاق مع برنامج الغذاء العالمي، بواسطة السفير الخاص للبرنامج عبدالعزيز الركبان، لترتيب ومتابعة ووضع آليات لتنفيذ المساعدات لعدد من الدول في القرن الأفريقي، وهي ست دول. ولفت إلى أن التوزيع مبني على الحاجات الملحة والأولوية، خصوصاً في الفترة المقبلة، المتوقع تفاقم الأزمة فيها خلال موسم الصيف الحالي. وأشار إلى أن التوزيع تم على ست دول أفريقية، هي الصومال بمبلغ 3 ملايين دولار، وتنزانيا وكينيا بمبلغ مليوني دولار لكل منهما، ومبلغ مليون ونصف المليون لرواندا، ومليون لإثيوبيا، و500 ألف دولا لجيبوتي. وأضاف أنه تم الاتفاق مع البرنامج على تحديد أنواع معينة، يطلبها المتضررون من الجفاف بحسب حاجاتهم وطبيعة مناطقهم. كما تم الاتفاق على تقسيم التنفيذ إلى ثلاث مراحل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهي فترة الصيف، مشيراً الى أنه تمت أول من أمس زيارة مناطق توزيع تلك المساعدات، ومشاهدة المواد الغذائية، وعليها شعار"السعودية مملكة الإنسانية"، للتعريف بجهود المملكة والمساعدات المقدمة منها، وتأمين تلك المواد وإيصالها إلى مستودعات البرنامج، ونقلها إلى مراكز توزيعها على المحتاجين والمتضررين، وإيصالها الى مخيمات اللاجئين. وقال:"تمت مقابلة المستفيدين من تلك المساعدات، وأبدوا شكرهم وثناءهم للمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، كما لقيت المساعدات أصداءها لدى الأوساط الرسمية، إذ تمت مقابلة المسؤولين الحكوميين وشكروا المملكة على تلك الجهود". وأضاف ان المملكة حرصت على متابعة وإيصال تلك المساعدات، إذ تم إيفاد مندوبين من وزارة المال، ومن الجهات الحكومية المختصة، بالتنسيق مع سفارة المملكة في تلك الدول، لمتابعة توريد المواد الغذائية والتأكد من إيصالها للمحتاجين. من جهة أخرى، أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى كينيا نبيل بن خلف عاشور، أن المساعدات التي تقدمها المملكة لكينيا في شكل خاص، تأتي بطريقتين، الأولى ثنائية، والثانية عبر منظمات دولية. وقال:"بالنسبة إلى برنامج الأغذية العالمي، فقد وقفنا على أعماله، وهو يقوم بواجبه في توصيل المساعدات إلى المناطق المتضررة من الجفاف في الوقت المناسب، وبالنسبة إلى المساعدات الثنائية التي تقدمها المملكة، فإن السفارة تحرص على التفاهم مع المسؤولين، سواء الرئيس أو نائبه أو الوزير المختص بالمساعدات، لتقديم هذه المساعدات والإشراف على توصيلها إلى المناطق المتضررة. وكان جرى في مدينة غزة أخيراً توقيع اتفاق بين منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو والجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، لتسليمها المنحة السعودية المقدمة من اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني لدعم الطلبة. وتقضي المنحة المقدمة من اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني، بتقديم مليوني دولار منحة للجامعات الفلسطينية، نظراً إلى الظروف المالية الصعبة التي تمر بها الجامعات الفلسطينية، في ظل الحصار والإغلاق الإسرائيليين المفروضين على الأراضي الفلسطينية. يذكر أن اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني التي يشرف عليها وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، نفذت اكثر من 35 برنامجاً لمساعدة الشعب الفلسطيني، بكلفة إجمالية بلغت نحو 730 مليون ريال، شملت العديد من الحاجات المهمة للشعب الفلسطيني، وهي البرامج الصحية التي تمثلت في بناء المستشفيات وشراء الادوية والمعدات الطبية وسيارات الإسعاف، وعلاج الجرحى في المستشفيات السعودية، وتأمين 50 جهازاً لغسيل الكلى، وتقديم مساعدات للجامعات الفلسطينية، وابتعاث ثلاثين طالباً للدراسات العليا خارج فلسطين، اضافة الى البرامج الإنمائية التي تمثلت في انشاء مراكز للحاسب الآلي، وانشاء محطات لتحلية المياه في المدارس والمستشفيات، وتأهيل شبكات المياه والكهرباء، واعادة تأهيل بعض آبار المياه. وكانت الحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان، أعلنت انها أكملت شحن المرحلة الأولى من المواد الإغاثية لمساعدة المتضررين من الزلزال في باكستان. وتم في هذا الإطار شحن المواد الإغاثية في 98 حاوية عبر الجسر البحري، من أصل 100 حاوية، وفقاً لتوجيهات وزير الداخلية السعودي المشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان الأمير نايف بن عبدالعزيز. وكانت السعودية نظمت في نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي، حملة شعبية على مدى أسبوعين، لجمع التبرعات لمساعدة المتضررين من الزلزال في باكستان، تم خلالها استقطاب أكثر من 300 مليون ريال، إضافة إلى تبرع الحكومة النقدي بمبلغ 500 مليون ريال.