تواصل الحكومة السعودية تقديم الدعم والمساعدة والمساندة للشعوب العربية والإسلامية والصديقة وإعانة حكومات تلك الدول على مواجهة ما تتعرض له من أضرار وكوارث. وفي السياق ذاته، وتنفيذاً للتوجيهات السامية بتقديم مساعدات للمتضررين من آثار الجفاف في كمبوديا بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي سلمت سفارة خادم الحرمين الشريفين في العاصمة التايلندية بانكوك كميات الأرز التي قدمتها المملكة مساعدة لطلاب المدارس في كمبوديا في إطار برنامج الغذاء العالمي للجانب الكمبودي. وأكد القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في بانكوك نبيل بن حسين عشري خلال الحفلة التي أقيمت بهذه المناسبة الثلثاء الماضي، أن هذه المساعدة تأتي في إطار مساعدات المملكة الإنسانية للمحتاجين في الدول النامية، وهي استجابة كريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لمساعدة المتضررين من الجفاف في كمبوديا. من جهته، أشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية في كمبوديا بهذه المساعدة وقدم شكر حكومة وشعب كمبوديا لهذه الاستجابة الكريمة. وبلغت كميات الأرز التي قدمتها المملكة أكثر من ألف طن سيتم توزيعها وفق خطة برنامج الغذاء العالمي على شكل وجبات تقدم إلى أطفال المدارس ووجبات لأسرهم لتشجيعهم على الاستمرار في إلحاق أطفالهم بالمدارس. بدورها، نفذت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أخيراً حملتين إغاثيتين في النيجر استغرقت أربعة أيام وزعت في حملتها الأولى 120 ألف كيلوغرام من الدخن في جنوب البلاد واستفاد منها 168 ألف شخص في تسع قرى، وفي الحملة الثانية كميات مماثلة من الدخن في شرق البلاد واستفاد منها 25.200 شخص في عشر قرى مختلفة. وأوضح الأمين العام للهيئة الدكتور عدنان بن خليل باشا ان الهيئة على رغم مساعيها الحثيثة لتقليص حجم المجاعة والعمل على إزالتها بشتى أنواع المساعدات إلا أنها تطمح في المزيد من التبرعات من داخل المملكة حتى يتسنى لها القيام بواجبها حيال هذا الصدد، إذ فتحت أبوابها لاستقبال تلك التبرعات من طريق حساباتها المصرفية. وبين ان التقارير الواردة إلى"الهيئة"كشفت وفاة 150 طفلاً بسبب المجاعة التي اجتاحت معظم المناطق في النيجر. كما ان ربع سكان البلاد وهم نحو ثلاثة ملايين نسمة يعانون من الجوع وان أكثر من20 في المئة من سكان المناطق المنكوبة يعانون من سوء التغذية. وقال:"انه وفقاً لتلك التقارير فإن دولة النيجر ومنذ سنين مضت تعاني كثيراً من تلك المجاعة الطاحنة والتي سببتها أسراب الجراد التي حولت الحقول الزراعية إلى صحراء قاحلة فشكل ذلك كابوساً عنيفاً". من جهته، ثمن رئيس جامعة النجاح الفلسطينية الدكتور رامى حمدالله، المساعدات التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية لدعم الشعب الفلسطيني وسلطته لتمكينها من تفادى خطورة توقف المساعدات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وأشار حمدالله في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أخيراً، إلى مواقف المملكة تجاه الشعب الفلسطيني، خصوصاً من الناحية التعليمية ودعم الطالب الفلسطيني والدعم السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مبيناً ان الدور السعودي يمثل استراتيجية اتبعها قادة المملكة في التعامل مع الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني في ظل الحصار والإغلاق. واستعرض رئيس جامعة النجاح دور اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني التي يشرف عليها وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في دعم الجامعات الفلسطينية والتي كان آخرها توقيع وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية ومنظمة الثقافة والتربية والعلوم اليونيسكو عقود تنفيذ المنحة السعودية بأكثر من 15 مليون دولار يستفيد منها حوالى 20 ألف طالب وطالبة جامعيين، ما سيتيح لنحو 11 جامعة و24 مؤسسة تعليمية فلسطينية تقديم هذا التخفيض لطلابها المحتاجين. كما ثمن مساعد وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية مجدي الخالدي، المساعدات التي تقدمها حكومة المملكة لدعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية، لتمكينها من تفادى خطورة توقف المساعدات في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. وأشار الخالد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إلى التصريحات التي صدرت عن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل التي أكد فيها أهمية استمرار الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية لتمكينها من تفادى خطورة توقف هذه المساعدات على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في فلسطين في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي. وقال إن السعودية قامت بسداد جميع التزاماتها المالية المقررة في القمم العربية المتعاقبة. وأشاد بالجهود الديبلوماسية التي تقوم بها المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين من أجل تسوية عادلة للصراع العربي - الإسرائيلي. يذكر أن إسرائيل أوقفت عائدات الضرائب بعد فوز حركة حماس في الانتخابات، إذ تعتبر إسرائيل أن هذه الأموال ستذهب لحركة وصفتها ب"الإرهابية"، بينما اتخذت العديد من الدول العالمية مثل هذا القرار، وبينها الولاياتالمتحدة وأوروبا واللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، ولم يعارض الخطوة الإسرائيلية هذه من الدول العالمية سوى روسيا التي اعتبرت أن قطع المساعدات عن الفلسطينيين هو خطأ فادح، إضافة إلى الدول العربية التي أكدت مواصلتها الدعم للسلطة الفلسطينية. وكانت الحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان أعلنت أنها أكملت شحن المرحلة الاولى من تبرعات المواد الإغاثية لمساعدة المتضررين من الزلزال في باكستان. وتم في هذا الإطار شحن المواد الإغاثية عبر 98 حاوية عبر الجسر البحري من أصل 100 حاوية، وفقاً لتوجيهات وزير الداخلية السعودي المشرف العام على الحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال رئيس الحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان الدكتور ساعد العرابي الحارثي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن الحاويات التي بلغ إجمالي وزنها أكثر من 1960 طناً تشتمل على المواد الإغاثية. وأوضح أن المكتب الإقليمي للحملة الشعبية السعودية لمساعدة متضرري زلزال باكستان في إسلام أباد يعمل على تقديم المساعدات بشكل فوري وفق آلية عمل مجدولة، تم تنسيقها مع الجهات المعنية ومتابعة ميدانية للمناطق المتضررة في كل من مظفر أباد وبالاكوت وباغ وضمان وصولها إلى مستحقيها. وكانت السعودية نظمت في نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي، حملة شعبية على مدى أسبوعين لجمع التبرعات لمساعدة المتضررين من الزلزال في باكستان تم خلالها استقطاب أكثر من 300 مليون ريال، إضافة إلى تبرع الحكومة النقدي بمبلغ 500 مليون ريال. وفي هذا الصدد وقعت جمعية الهلال الأحمر السعودي ووزارة الصحة السودانية، مذكرة تفاهم أخيراً تلتزم الأولى بموجبها بإنشاء مركزين لغسيل الكلى، في مدينتي الفاشر، ونيالا، في منطقة دارفور، ويأتي ذلك ضمن المساعدات الإغاثية الإنسانية التي تقدمها السعودية للمتضررين في المنطقة. وأوضح رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي بالنيابة الدكتور صالح التويجري، أن الإغاثة السعودية صوبت جهودها نحو الإنسان، وأن مساعداتها جاءت لتغطي جميع حاجاته الحياتية والمعيشية، وذلك عبر برامج ومشاريع، روعي فيها تلبية الحاجات الأساسية للمتضررين، لتخفيف آلامهم ومعاناتهم. المملكة تخصص 4 في المئة من إيراداتها للمساعدات تخصص المملكة العربية السعودية نسباً عالية من دخلها الوطني للمساعدات الخارجية. باعتبارها من أولى الدول المانحة في تقديم العون، وتشمل برامج المساعدات السعودية جميع المجالات تقريباً، منها الزراعية، والاقتصادية، وبناء المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات والمستوصفات، وإنشاء الجمعيات الإسلامية. وأظهرت إحصاءات رسمية من الصندوق السعودي للتنمية أن قيمة المساعدات الخارجية خلال 25 عاماً أي في الفترة من 1975 إلى 2000، للدول النامية بلغت 582 بليون ريال 155 بليون دولار، وشكلت نسبة 4 في المئة من المتوسط السنوي من إجمالي الناتج الوطني، وهي النسبة الأعلى بين جميع دول العالم. وشمل هذا الدعم مساعدات غير مستردة وقروض إنمائية ميسرة استفادت منها 37 دولة نامية. ولضمان وصول تلك المساعدات إلى مستحقيها أقامت السعودية جسوراً جوية وبحرية لإيصالها إلى المناطق المتضررة في الدول العربية والإسلامية.