رفعت الإجازة الصيفية من عدد المقبلين على إجراء الفحص الطبي قبل الزواج في مستشفيات المنطقة الشرقية بنسبة 20 في المئة عما كانت عليه أثناء الإجازة. وقال مدير المركز الرئيس للياقة الطبية في الدمام الدكتور عبدالله الريس ل"الحياة":"إن الزيادة طبيعية في مثل هذه الأوقات من كل عام، نظراً لكثرة حفلات الزواج، وبخاصة مهرجانات الزواج الجماعي، التي تكثر في محافظات المنطقة الشرقية". ويشترط مأذونو عقود الزواج الحصول على شهادة تفيد بإجراء الفحص، قبل تسجيل العقد رسمياً، في خطوة تستهدف الحد من إصابة الأطفال بأمراض الدم الوراثية، ولا يحول إصابة أحد الزوجين أو كلاهما بأحد تلك الأمراض دون إكمال عقد القران، لكنهما سيعرفان مسبقاً بذلك. ويعود قرار الاقتران لهما لاحقاً. وكشفت وزارة الصحة أخيراً أن واحداً في المئة ممن أجروا الفحص الطبي قبل الزواج، اكتشفوا إصابتهم بأمراض الدم الوراثية. وتوقع الدكتور الريس أن يقل عدد المرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية في السعودية إلى أدنى المستويات مع مرور سنوات من تطبيق قرار إلزامية الفحص الطبي قبل الزفاف. وقال:"إن هناك عدداً كبيراً من المصابين بهذه الأمراض في المنطقة الشرقية، وغيرها من المناطق، إلا أن هذه الأعداد مُرشحة للتقلص بعد قرار مجلس الوزراء بإلزامية الفحص قبل الزواج، الذي أُقر قبل نحو عامين"، مشيراً إلى أن"عشر سنوات من تطبيق هذا النظام، كافية لمحاصرة أمراض الدم الوراثية، وتقليل عدد المصابين بها، أسوة باليونان التي كان لديها مصابون بهذه الأمراض، يفوق ما لدى السعودية، إلا أنها نجحت في القضاء على مُسببات المرض في وقت قياسي، بقرار إلزامية الفحص قبل الزواج". وأشاد الريس بالنجاحات التي تحققها عيادة المشورة الطبية التابعة للمركز في توعية المخطوبين. وقال:"دور المركز لا يتعدى إجراء الفحص الطبي للمقبلين على الزواج، ومن ثم الإعلان عن النتيجة لأصحابها في سرية تامة"، مشيراً إلى أن قرار إتمام الزواج من عدمه يرجع للمخطوبين الذين يحددون هذا الأمر بأنفسهم، ولكن بعد توضيح الحقيقة الطبية كاملة لهم". وأضاف"بالنسبة للشاب والفتاة اللذين تثبت نتائج الفحص أنهما حاملان للصفة الوراثية لأمراض الدم، نرسل بهما إلى عيادة المشورة الوراثية، من أجل الجلوس مع طبيب استشاري يوضح لهما المعلومات الطبية لحالتهما، والتوقعات التي سيكون عليها حال أطفالهما إذا ما تم الزواج بينهما"، مؤكداً أن الفترات الأخيرة تشهد تجاوباً كبيراً من المقبلين على الزواج مع نتائج الفحص الطبي"لا أبالغ إذا أكدت أن نسبة 20 في المئة من المقبلين على الزواج تثبت نتائجهم الطبية أنهم حاملون للصفة الوراثية لأمراض الدم، وغالبيتهم يتخذون قرارهم الصعب بإلغاء فكرة الزواج لتجنب ولادة أطفال مصابين"، موضحاً أنه"قبل سنوات قليلة، وتحديداً منذ عامين، لم يكن وعي الأهالي والمقبلين على الزواج بهذه الصورة التي هم عليها الآن، إذ أنهم يتفهمون في الوقت الحالي جيداً خطورة أن يولد أطفال مصابون بأمراض الدم، وباتوا يتجنبون قدر الإمكان مسببات المرض بأي وسيلة"موضحاً أن عدداً قليلاً من حاملي الصفة الوراثية نفسها يصر على الزواج، وبخاصة بين الأقارب". وأوضح أن"طفلاً من بين أربعة أطفال يصاب بأمراض الدم الوراثية إذا كان والداه يحملان صفة المرض الوراثية نفسها". وقال:"لا توجد علاجات بالنسبة للمخطوبين المصابين بأمراض الدم الوراثية، تمكنهم من الاقتران دون أن تكون هناك خطورة على صحة أبنائهم، وهو الأمر الذي يستلزم معه عدم إتمام مراسم الزواج، إما بقناعة من المخطوبين أنفسهم أو عبر نصائح وتحذيرات من الأهل والأقارب".