يصر 90 % من العرسان الأقارب الحاملين للصفات الوراثية وأبرزها الأنيميا المنجلية والثلاسيميا، على استكمال الزواج رغم نصائح الأطباء الموجهة لهم في عيادة المشورة، معللين ذلك بصلة الرحم القوية والعادات والتقاليد المتوارثة بين الأسر. وكشف ل «عكاظ» المشرف على فحص الزواج في المختبر الإقليمي في جدة علي الغامدي، عن أن 16 زوجا وزوجة من العرسان الأقارب الحاملين للصفات الوراثية يرفضون الانصياع لإرشادات الأطباء في عيادات المشورة شهريا، ويصرون على إتمام الزواج، مبررين ذلك بقوة العلاقة الأسرية والعرف السائد، حتى وإن أدى ذلك إلى توارث الأسر الصفات الوراثية وإنجاب أطفال مصابين بالمرض. وبين أن عيادات المشورة وجدت لتقديم النصح والمشورة للأزواج الحاملين لصفات أمراض الدم الوراثية، من باب الحرص على سلامة الأجيال المقبلة، فيما تبقى التوصية بعدم الارتباط ليست إلزامية، لافتا إلى أن بعض العرسان يتفهمون أبعاد ومخاطر مثل هذا الزواج الذي ينتج عنه أجيال حاملة للأمراض الوراثية أو مصابة بها. ودعا الغامدي العرسان الأقارب إلى إجراء فحوصات ما قبل الزواج قبل الخطوبة وليس بعدها، مبررا ذلك بأنه في حالة وجود أي اعتلالات في الصفات الوراثية، يسهل اتخاذ قرار الارتباط من عدمه في وقت مبكر دون تأثير على العلاقة الأسرية، وليس بعد الخطوبة كما هو الحال الآن. ولفت إلى أن الفحوصات التي تجرى للمقبلين على الزواج تشمل فقر الدم المنجلي، الثلاسيميا، فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتهاب الكبد الوبائي (ب) و(ج)، وإذا كانت النتائج سليمة، تمنح شهادات موافقة ليمضي الطرفان في اتمام إجراءات الزواج، أما في حال وجود احتمال إصابة الذرية بالمرض الوراثي، فإنه يتم تحويل الطرفين إلى عيادة استشارية تقدم نصائح توعوية للخطيبين، أما في حال اكتشاف وجود مرض معد، يتم تحويل المصاب إلى عيادة متخصصة لتقديم المساعدة ولا يعطى شهادة الموافقة. وانتهى الغامدي إلى القول: «البرنامج يستهدف إلى الحد من انتشار أمراض الدم الوراثية والمعدية وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل».