تحركت أمانة العاصمة المقدسة أخيراً إلى تفعيل تجربة انتخاب رؤساء الطوائف المهنية ونوابهم، إذ حددت السادس عشر من الشهر الهجري المقبل موعداً نهائياً لقبول طلبات الترشح على سبع طوائف مهنية، لتحديد رئيس لكل طائفة منها، إضافة إلى نائب لمهنة الجزارين. ويأتي هذا التحرك بعد اقتراب الانتهاء من الدراسة المعدة حالياً في محافظة جدة لتحديد طوائف المهن الحرة كافة تمهيداً لرفعها إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية لاعتمادها، وبنيت الدراسة على أساس الاستفادة من تجربة الغرفة التجارية الصناعية في جدة، على اعتبار أنها تملك خبرة في هذا المجال، من خلال تكوينها لجاناً عدة في جميع قطاعات المهن. وحددت أمانة العاصمة المقدسة تلك المهن بطائفة السماكرة والقزازين، وطائفة الخياطين، وطائفة المجلدين، وكذلك طائفة دلالي حلقة الخضار والفواكه، وطائفة دلالي الأغنام في محافظة الجموم، إضافة إلى طائفة دلالي وبائعي الحطب والفحم، وطائفة النجارين. واشترطت في المتقدمين للترشيح ستة شروط، وهي"أن لا يكون موظفاً حكومياً، وأن لا يقل عمره عن 40 عاماً بالنسبة للرؤساء، و30 عاماً بالنسبة للنواب، إضافة إلى أن يكون المتقدم ملماً بالقراءة والكتابة مع إحضار ما يثبت ذلك". كما تضمنت الشروط أن يكون المتقدم من أصحاب المهنة مع إحضار ما يثبت ذلك، وأن لا تقل خبرته في هذه المهنة عن خمسة أعوام، إضافة إلى أن يكون حسن السيرة والسلوك، مع إحضار ما يثبت ذلك من الجهات المختصة، إلى جانب ضرورة أن يكون من سكان مكةالمكرمة ومقيماً فيها بصفة دائمة. وأوضحت الأمانة أنه يقع على عاتق رئيس الطائفة المهنية تبليغ العاملين بآخر المستجدات من تعاميم، بحيث يصبح همزة الوصل بين الجهات الحكومية وبين العاملين في مهنته، إذ سيكون المتحدث الرسمي بمطالبهم، إضافة إلى تطبيق التعليمات كافة الموجهه لهم ومتابعة تطبيقها، وفض المنازعات التي تنشأ بينهم. وفي السياق ذاته، يعد"رئيس الطائفة"منصباً اعتبارياً، إذ لا توجد له أي تسمية رسمية في الجهاز الحكومي كعمدة الحي مثلاً، فهو شخص حرفي وصل إلى مرحلة متقدمة من الخبرة والإتقان تمكنه من قياس قدرات العامل، ليعطيه الترخيص"المعنوي"بالانضمام إلى سوق العمل. ويدور جدل كبير حالياً حول بقاء منصب"شيخ المهنة"واستمراره، خصوصاً أن كثيراً من الأسر استقت شهرتها وكونت أعمالها من المهنة التي برع فيها أجدادها وآباؤها. ويتركز الجدل حالياً بين آراء عدة، ففريق يطالب ببقاء شيخ المهنة كرمز لحقبة تاريخية مرت بها السعودية ينبغي تأصيلها والمحافظة عليها، وفريق آخر يعتقد أن متغيرات العصر وأنماط الحياة الجديدة ووسائل التكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية ستنهي الدور الذي يضطلع به شيخ المهنة. فيما يطالب فريق ثالث ببقاء وظيفة شيخ المهنة، للاستفادة من الخبرات المتراكمة لديه في ضبط عدد من المشكلات الاجتماعية التي تتعرض لها سوق العمل، بالتنسيق مع الجهات المختصة.