بدأ العمل في إعداد دراسة بيئية للمحمية البحرية لجزر"فرسان"ومحيطها، الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الغربي للمملكة العربية السعودية، على يد فريق متخصص من العلماء، وتحت رعاية مؤسسة خالد بن سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الحياة الفطرية في المحيطات، بالاشتراك مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، والمنظمة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن. ويعتزم الباحثون استكمال أعمال المسح بحلول ال24 من آيار مايو الجاري. ويتولى فريق البحث عملية مسح لحصر أنواع الثروة السمكية وأعداها، لتوثيق الأنواع الأساسية منها نوعاً وكماً، إضافة إلى أن الدراسة ستغطي كذلك مسح أشجار المنغروف والأعشاب البحرية والطيور البحرية وأماكن تعشيش السلاحف. ويشتمل المشروع على حملة توعية شاملة ذات طابع عالمي، تركز على بيان أهمية هذا المشروع للمجتمع العلمي عموماً، وللجمهور خصوصاً، لزيادة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة البحرية. ويمكن الإطلاع على ما أنجزه الفريق العلمي للمشروع في هذا المضمار بتصفح الموقع www.Livingoceansfoundation.org. وتزخر هذه الجزر بالسمات البيئية الفريدة، التي تحرص المملكة العربية السعودية على حمايتها من الآثار البيئية الضارة، ويفسر هذا الهدف الرئيسي للدراسة والمتمثل في وضع أول خرائط ورقية ورقمية حديثة عالية الوضوح، لبيئة محمية جزر فرسان البحرية لتضمينها في خطط إدارة النظام البيئي البحري. وستوفر المعلومات، التي ستجمع التوجيه الأمثل لمتخذي قرارات الحماية والإدارة، وتدرج هذه المعلومات ضمن خطط أوسع نطاقاً للمحافظة على تنوع الأحياء البحرية في البحر الأحمر ومنطقة خليج عدن. وتأسست محمية جزر فرسان البحرية في عام 1409ه 1989، على يد الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وتغطي مساحة تقدر بنحو 700 كيلو متر مربع، وتتألف المحمية من أرخبيل يضم نحو 96 جزيرة في أقصى الطرف الجنوبي من الخط الساحلي للمملكة العربية السعودية على البحر الأحمر، وتعد البيئات المائية المحيطة بجزر فرسان، من البيئات التي لا تقدر بثمن من حيث التنوع الكبير للحياة البحرية فيها، إذ تزخر تلك المنطقة بأشجار المنغروف، والأعشاب البحرية، والشُعب المرجانية، والثدييات والسلاحف البحرية والطيور المائية. ويشكل الصيد البحري الجائر والتطور الساحلي غير المنظم والإفراط في الأنشطة الترفيهية، الأخطار الرئيسية التي تهدد هذه البيئات وفصائل الأحياء البحرية التي تعيش في البحر الأحمر، ومن ثم فان الإدارة المناسبة لمحمية فرسان من شأنها الإسهام بشكل إيجابي في تجنب العديد من تلك الأخطار. وتتطلع الهيئات الثلاث المتعاونة في درس فرسان بأدوار متداخلة يكمل بعضها بعضاً في المحافظة على البيئتين البحرية والساحلية، على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، وتحتاج المحافظة على البيئات الساحلية والبحرية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى جهود لا تعرف الكلل، فضلاً عن تعاون طويل المدى بين هيئات حماية البيئة الحكومية وغير الحكومية. ويعنى المشروع بتقويم بيئات المياه الضحلة في محمية جزر فرسان وما جاورها، من الخط الساحلي عبر المملكة العربية السعودية المتاخم لمدينة جازان، ووضع خارطة لتلك البيئات، ويستخدم في عملية التقويم ورسم الخارطة لتلك البيئات، حساس تصوير ورسم طيفي محمول جواً، يعمل بالتزامن مع الأعمال الميدانية للتحقق من دقة المعلومات على الأرض، ويقوم فريق من الباحثين الدوليين المتخصصين في ميادين عدة بعمليات مسح للبيئات وتنسيق عمليات المسح الجوي بالحساسات، وتعد عملية المزامنة بين المسح بحساسات المسح الطيفي المحمولة جواً، ومسح الموقع على الطبيعة، من الطرق المعتمدة في مطابقة التصوير الطيفي من علو والارتقاء بمستوى دقته.+ +