انتظرت طويلاً موافقة"الحياة"على نشر الشعر الشعبي العمودي لم أكن مستعجلة وقلت سيأتي الوقت. وفعلاً جاء. سأبدأ باختيار نصوص حفرت في وجدان عشاق الشعر الصادق المتدفق من أرواح ألهمت الناس وأشعلت وجدانهم، وجعلت ليلهم اقل حلكة، وجروحهم أكثر ورداً مضّائين بزهر الدم النبيل الفائض بالحب والتضحية والصبر والكبرياء، وأحزانهم أنجم الدمع وكواكبه، أولئك الذين كان للشعر ومازال فتنته، لأنهم كانوا لا يعرضونه للبيع على أرصفة الصحافة، ولم"يحّرجوا"عليه بحجة الحاجة للقمة العيش. فالشعر أول هفهفات النفس وآخر حشرجات الروح عند الذين أضاء الله أرواحهم، وقد كان الناس أكثر فقراً وأشد حباً للشعر، ومع ذلك لم تفتح دكاكين لبيعه عياناً بياناً. اليوم أبدأ النشر لأكثر الفتية شهرة في الشعر ووسامة في الفن ذلك الفتى المياوي ولم لا وقد قيل... أليس الهوى يا مي أعظم شأناً؟ محمد بن لعبون وما زالوا يلعبون.