هناك الكثير من النساء ستظل أسماؤهن محفورة في الأذهان لما قدمنه وما حفلت به حياتهن من إيمان صادق، ومواقف عظيمة ومشهورة أثرت في حياة من حولهن، ومنهن آسيا امرأة فرعون التي كانت تعيش في اكبر القصور وتعيش حياة ترف ونعمة، وما ان يذكر اسمها حتى نتذكر قصة موسى عليه السلام عندما رأته في التابوت، وأقنعت زوجها فرعون بالاحتفاظ به وتربيته، وعندما دعا موسى الى التوحيد كانت أول من آمن به وصدقته. وفي البداية اخفت عن فرعون اتباعها لدين النبي موسى عليه السلام، وعندما أشهرته قام فرعون بإرهابها وتهديدها إلا أنها ظلت متمسكة برأيها وقرارها، ولم يستطع زعزعتها عن دينها وإيمانها وتحملت العذاب، فقيل انه ربط يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس الحارقة، لكنها تحملت ذلك في سبيل إيمانها. ومن هؤلاء النساء الخالدات ايضاً زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد وحفيدة الخليفة أبي جعفر المنصور وأم الخليفة الأمين التي ترعرعت في بيت والدها جعفر المنصور، وعرفت بجمالها وكرمها، وكان والدها شديد الحب لها، فأحاطها برعاية خاصة، واسمها الحقيقي أم عزيز، ولكن والدها كان يناديها زبيدة لما رأى فيها من ذكاء ونعومة.عرفت زبيدة باهتمامها بالعمران، فبنت المساكن والنزل على امتداد الطريق من بغداد الى مكة، ومن أعظم ما قامت به مشروع"عين زبيدة"الذي بدأ في أثناء حجها، وفي طريقها الى مكة أدركت معاناة الحجاج من قلة المياه، اذ يتعرض الكثيرون للموت، فقررت حل ذلك بحفر نهر جار بمسقط المطر، فأخبرها المهندسون بضخامة الكلفة، لكنها أصرت وقالت لهم: اعملوا حتى لو كلفت كل ضربة فأس ديناراً، فأنفقت من أموالها وجواهرها الكثير من اجل تنفيذ ذلك المشروع العظيم. محمد بن صبر - أبها