بعد أن ضرب الإرهاب السعودية حمل الكثيرون المناهج التعليمية مسؤولية الإرهاب . وفي رأيي أن الذين حملوا المناهج الإرهاب ليسوا جادين في مواجهة الإرهاب. وحتى نناقش الأمر بشكل صريح إذا كان الإرهاب داخل المملكة تسأل عنه المناهج كما يقولون فما نقول عن الإرهاب في المغرب؟ هل المناهج في المملكة هي نفسها التي في المغرب !فالمغرب مجتمع منفتح بكل معنى الكلمة. ليس في المغرب كثافة في مواد الدين كما في المملكة وليس في المغرب كبار علماء كما في المملكة ولكن الحياري والمجاطي وفتيحا زوجة المجاطي جاؤوا إلى المملكة ليقودوا العمليات الإنتحارية. هؤلاء نشأوا في جو منفتح كل الانفتاح، ففي المغرب كل أنواع الحريات من الحرية الشخصية إلى حرية المعتقد حتى الإلحاد في المغرب موجود وله الحرية الكاملة فما هي أسباب الإرهاب في المغرب إذاً؟ في رأيي أن الإعلام هو المسؤول الأول عن نشر الإرهاب في العالم كم عدد الإرهابين المغاربة الذين انتشروا في أوروبا وقبض عليهم؟ وكم عدد الذين جاؤوا إلى العراق ليمارسوا الإرهاب؟ هل هؤلاء صنعتهم المناهج الدينية؟ إن المجتمع المغربي نموذج في الانفتاح والحرية المطلقة، فمن أين جاء أولئك؟ وكذلك المجتمع الجزائري هل هو مجتمع منغلق وحكمته المناهج والفكر الديني أم على العكس من ذلك؟ إن المجتمع الجزائري حكمه الفكر اليساري فمن أين جاء هذا الإرهاب الذي قتل من الجزائريين 150 ألف إنسان. وكذلك في أندونيسيا، حيث هنالك المسلم مع البوذي في مجتمع واحد هناك المساجد والمعابد البوذية فهل هذا المجتمع تحكمه المناهج الدينية وعلماء الدين؟ ما الذي يجعل الشاب الاندونيسي يلبس الأحزمة الناسفة، ويدخل إلى المطعم ليفجر نفسه؟ ألم يكن المجتمع الاندونيسي منفتحاً بكل معنى الكلمة، ولا يتحكم فيه دين واحد ولا منهج واحد! وكذلك الشباب البريطانيون من أصل باكستاني الذين اقتنعوا بالفكر الإرهابي. هؤلاء الشباب الذين كان باستطاعتهم أن ينتموا إلى حزب العمال أو حزب المحافظين أو أن يمارسوا كل أنواع الحرية السياسية من تظاهر ومن تعبير بشكل سلمي. هل فرض عليهم الفكر الديني؟ هل قادتهم المناهج الدينية أو الفكر المنغلق إلى الإرهاب؟ بل على العكس من ذلك، إنه الإعلام الذي دفعهم إلى البحث عن منظمات الإرهاب والانضمام إليهم. إن المنظمات الإرهابية تقود الكثيرين إلى الإرهاب من خلا وسائل الإعلام لا من خلال الفكر الديني .ومن أعجب الأمور أن أحد القياديين من المتطرفين يقول: ما علينا إلا أن ننتظر صدور الصحف لنجد فيها ما نريد . إن وسائل الإعلام إن كانت صحفاً أو قنوات فضائية هي من تصنع الفكر والمعلومة للمتطرفين، وتقدمهما لهم على طبق من ذهب وما عليهم إلا أن يستخدموه ولو أن تلك الصحف والقنوات قدمت المعلومة الصادقة والتحليل الحيادي لما انتشر الإرهاب بهذا الشكل. إن تحميل الفكر الديني إن كان في المناهج أو غيره مسؤولية الإرهاب فيه خطأ كبير، فهو لا يعالج المشكلة. وللأسف هناك من يريد منه أهداف بعيدة من معالجة الفكر الإرهابي، بل إن للبعض أهدافاً تدميرية بعيدة المدى. دعوتي لكل مخلص في مواجهة الإرهاب ألا يكون ضمن ذلك الفريق.