نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الثلثاء الماضي، محاضرة بعنوان"التصورات الغربية عن الحركات الإسلامية"، ألقاها مدير البحوث في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا الدكتور فرانسوا بورغا، الذي استهل محاضرته بمقدمة تاريخية عن الحركات الإسلامية، التي ظهرت في القرون المتأخرة، مستعرضاً أبرز نتائجها الفكرية وتصوراتها لمتغيرات الحياة في الساحتين الإسلامية والعربية، على وجه التحديد، وأوضح المحاضر مراحل ظهور الحركات الإسلامية، فقسمها إلى ثلاث مراحل، الأولى كانت مرحلة التأسيس بريادة جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، والطهطاوي، تلاها مرحلة الإخوان المسلمين، أما المرحلة الأخيرة فبدأت مراحل ظهورها تتبلور منذ عام 1990، ويرى بورغا أن المرحلتين الأولى والثانية من الحركات الإسلامية، كان لظهورهما رد فعل طبيعي، لما انتاب العالمين العربي والإسلامي من مآسٍ وظلم وقهر، ومصادرة للأفكار والخيرات، من الاستعمار والهيمنة الغربية، التي جثمت قروناً طويلة على الساحتين العربية والإسلامية. اما المرحلة الثالثة فعزا المحاضر ظهورها إلى الهيمنة الأميركية"بكل صورها ومآسيها المفجعة التي أفرزت بدورها حركات إسلامية متطرفة إرهابية ناقمة، تريد أن تنتقم من تلك الهيمنة بأي وسيلة كانت، واجمل بورغا محاضرته بأن فشل بعض أنظمة الحكم العربية في الإصلاح والتنمية بكل أبعادهما نتج منه التطرف والإرهاب الممقوت من بعض الحركات الإسلامية التي أصبح وجودها يهدد استقرار وأمن دول الوطن العربي. وقبيل انتهاء المحاضرة التي أدارها الكاتب علي الشدي، توالت المداخلات والأسئلة التي تمحورت حول آراء المحاضر وأطروحاته حول الحركات الإسلامية، لدرجة أن إحدى المداخلات وصفت المحاضر بأنه لم يأت بجديد يذكر، وكل ما تحدث عنه لا يتعدى تصوره الشخصي وآراءه الفردية حول تلك الحركات، وذلك عكس عنوان المحاضرة الرئيسي، وكان أمل الحضور في رؤية واقعية منصفة للغرب عن الحركات الإسلامية، لا أن تتبلور وتتجسد بآراء وتصورات شخصية، وهذا ما حصل فعلاً.