أنهت قوات الأمن فجر أمس وجود أعداد كبيرة من العمالة المتخلفة عن الحج والعمرة الذين تمركزوا أسفل جسر الميناء في حي الكرنتينة في جنوبجدة، إذ بنى عدد منهم وغالبيتهم من الإفريقيين بيوتاً لهم من ألواح الخشب، وأحيل جميعاً إلى إدارة الجوازات تمهيداً لترحيلهم إلى بلادهم. وكان سكان الأحياء القريبة من الموقع اشتكوا من تصرفات المتخلفين والإزعاجات المتكررة التي يتسببون بها، إضافة إلى الخوف من احتمال تورطهم في أعمال جنائية داخل أحيائهم. وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة جدة دهمت في ساعة مبكرة من فجر أمس ثلاثة أحياء من أحياء المحافظة هي غليل والعزيزية والروضة، تحت إشراف مدير شرطة جدة العميد مسفر الزحامي. وشارك في الحملة كل من شرطة المحافظة، والدوريات الأمنية، وقوة المهمات والواجبات الخاصة، وإدارة البحث الجنائي، والأمن الوقائي، والمرور، والجوازات، والهلال الأحمر، وشركة الكهرباء، والأمانة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى إدارة الأدلة الجنائية. وشملت حملة الدهم مواقع عدة داخل تلك الأحياء، واستمرت ملاحقة المخالفين لأكثر من أربع ساعات، وتمكنت خلالها قوات الأمن من إلقاء القبض على أكثر من 1203 مخالفين لأنظمة العمل والعمال. كما دهمت قوات الأمن عدداً كبيراًَ من المنازل خلال الحملة، وضبطت فيها ثلاث حالات يشتبه في تورط الموقوفين الخمسة فيها في سوابق جنائية، وأحيلوا إلى مركز الشرطة للتحقق منهم وموقفهم من تلك القضايا. كما تم استدعاء ملاك 15 منزلاً للتحقيق معهم بعد اكتشاف وجود مخالفات جنائية فيها ، فيما فصلت شركة الكهرباء السعودية التيار عن تلك المنازل حتى الانتهاء من التحقيق حول تلك المخالفات الجنائية الموجودة داخل عقاراتهم، وألقت القبض أيضاً على عدد من الأشخاص وبحوزتهم كمية من المواد المخدرة، تمت مصادرتها وتحويل المروجين المتورطين إلى مركز الشرطة، كما كشف عن عدد من البيوت حولها سكانها إلى مصانع للمواد المسكرة، وعثر بداخلها على كميات كبيرة من زجاجات المسكرات كانت جاهزة للترويج والبيع. كما ضبط عامل آسيوي خلال عملية الدهم وقد حول منزله إلى مستودع من الأفلام و"السي دي"الخليعة إذ عثر بحوزته على أكثر 150 سي دي يحوي أفلاماً إباحية خليعة يتم ترويجها داخل الأسواق والمراكز التجارية، إضافة إلى مواقع عدة لتمرير المكالمات الدولية . وقبض على أحد المخالفين الإفريقيين لتحويله منزله إلى وكر للسحر والشعوذة، وقبض معه على مجموعة من أدوات السحر والشعوذة من طلاسم وأوراق وأحجار يستخدمها في أعماله، كما عثر لديه على مبلغ مالي كبير. وكشف رجال الأمن عن عدد كبير من البيوت المخصصة للبغاء والدعارة، وضبطت مجموعة من المقيمين من جنسيات مختلفة داخلها، وهم في حال اختلاء وسكر، وأحالوهم إلى الجهات المختصة. كما ألقي القبض على مجموعة من العمالة الآسيوية لتورطها في تزوير عدد من الماركات العالمية لبعض العباءات النسائية، كما كشف خلال عملية الدهم عن أحد المنازل حولها مقيم من الجنسية الإندونيسية إلى وكر للخادمات الهاربات من كفلائهن، وألقي القبض عليهن جميعاً وتم تحويلهن إلى إدارة الجوازات للتأكد من عدم وجود أي قضايا عليهن قبل ترحيلهن إلى خارج البلاد. من جهة أخرى، أخلى رجال الدفاع المدني أكثر من 90 شخصاً بينهم نساء وأطفال من عمارة سكنية في حي الكندرة بعد أن شب حريق كبير داخل إحدى الشقق فيها، ولم تسجل أي إصابات واقتصرت الأضرار على الخسائر المادية. وتجمع سكان العمارة من النساء والأطفال في الخارج في انتظار انتهاء فرق الدفاع المدني من عملية إطفاء الحريق، في حين توجهت العوائل إلى بيوت أقاربهم محملين ببعض الحاجيات المهمة والثمينة. وقال مدير شعبة العمليات في الدفاع المدني في جدة العقيد عبدالله جداوي إن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغاً عن الحريق قرابة الساعة الواحدة بعد صلاة الظهر، فتحركت آليات الدفاع المدني على الفور إلى موقع الحادثة وباشرت في إطفاء الحريق. وأشار جداوي إلى أن خمس فرق إطفاء وإنقاذ وإسعاف بالإضافة إلى سيارة سنوركل باشرت موقع الحريق، وتم إخلاء سكان الشقة المحروقة من طريق إحدى الشقق المجاورة، إضافة إلى إخلاء جميع سكان العمارة المكونة من عشرة طوابق و40 شقة إلى الخارج للحفاظ على سلامتهم بعد أن تصاعد دخان الحريق إلى كامل العمارة. وأكد العقيد جداوي عدم وجود أي خسائر بشرية ناتجة من الحريق، باستثناء بعض الخسائر المادية. وأوضح العقيد جداوي أن الحريق اندلع في إحدى الغرف داخل إحدى الشقق في الدور الرابع من العمارة مقسومة إلى شقتين ومفصولة بحاجز خشبي وأتى على محتوياتها، وكانت درجة الحريق شديدة جداً، وأن الترسبات الكربونية انتشرت في جمع أرجاء العمارة. ورجح أن يكون سبب الحريق عائد إلى وجود التماس كهربائي.