لست أبالغ إذا قلت انه بالإمكان حرق أموال الناس بطريقة لا يعاقب عليها القانون. منذ شهر آذار مارس الماضي وهيئة سوق المال تمارس عملها بقرارات عجيبة، جعلتنا نتمرس نحن المستثمرين والمضاربين في فن الخسائر، لا اعترض على القرارات المنطقية التي تصدر عن هيئة سوق المال، إنما اعترض على الاجتهادات التي تدخل في دائرة المزاجية من الهيئة، ويتم إعطاؤها صبغة القوانين والأنظمة، اشعر أنني بحاجة إلى إعادة ما قلته سابقاً. لست افهم معنى اسم شركة يتم إيقاف مضاربيها من دون إعلان اسم المضارب، ولست افهم معنى سكوت تلك الشركات عن قيام الهيئة بالتشهير بها من دون وجه حق وترك المضارب مجهول كالشبح! ولا اعرف ما هي الفائدة من الإعلان عن إيقاف مضارب مجهول لتحدث هذه الربكة في السوق. هيئة سوق المال تعلم جيداً بعد قرارات شهر آذار أن أي قرار مشابه لتلك القرارات سيزيد الطين بلة، هل تريد الهيئة بذلك أن تثبت لنا أن قراراتها التي قلبت السوق في شهر آذار ليس لها علاقة بحالة الانقلاب؟ كنا نطالب الهيئة بالشفافية، وقد حققت نصف الطلب واستمرت بالإعلان عن أسماء الشركات من دون أسماء الموقوفين ومن دون الإفصاح عما يتم في السوق من بيع ملايين الأسهم بسعر النسبة الدنيا، وهنا أقول"يرحم والديكم"لا نريد هذه الشفافية القائمة على مبدأ الانتقائية، ولا نريد الهيئة أن تمارس عمليات انتقام من مضاربين في السوق، على الأقل لا نريد أن نسمع عن ذلك، ولتقضي الهيئة حوائجها بالكتمان كبقية تعاملاتها! ولا نريد من الهيئة أن ترتكب مخالفات"محرمة"في سوق المال، عندما تعطي نصائح أو تلميحات عن شركات"محترمة أو غير محترمة"! أو حتى توحي بشكل أو بآخر بأن أسعار الأسهم متضخمة، هل تعلم الهيئة أنها الوحيدة في العالم التي ترتكب تلك المخالفات. لكن المصيبة إذا قلنا: من آمركم؟ يقولون: من نهانا! هل منا من يفهم كيف يحدث"التدليس أو التحايل"في سوق الأسهم ليتم إيقاف المضارب عندما يقوم بها؟ هل سبق أن أوضحت الهيئة للمضاربين أو المساهمين ما هي الطرق الممنوعة في تعاملات السوق المالية؟ هل سبق أن أعلنت الهيئة عما يقوم به المضارب الذي يتم إيقافه؟ طبعاً لا... كبيرة إن كان هناك من يستطيع ان يعلق على هذه الملاحظات أو يجيب عن تلك التساؤلات، تكون القضية قد حلت واعتقد انه بالإجابات الصريحة والواضحة سينقلب السحر على الساحر! كان عنوان مقال الكاتب ثامر الصيخان"اضحك مع المتحدث الرسمي"يعكس الحالة التي يعيشها المساهمون والمضاربون في السوق، لن أقول لأن شر البلية ما يضحك، بل لأن حالة المضاربين النفسية كما فسرها المتحدث الرسمي للهيئة أصبحت مختلطة الشعور، من الذي أوصلهم لهذه الحالة النفسية؟ لماذا لم يصابوا بتلك الحالة قبل قرارات الهيئة في شهر آذار، وفي الأسبوع الماضي! المواطن في هذا البلد الكريم، يستطيع أن يقابل أكبر مسؤول ويتحدث له ويسمعه ويسمع منه، وتستطيع وسائل الإعلام أن تنقل عن أي مسؤول حديثاً يهم المواطن والمقيم، لكنني لا اعلم، من أين أتت هذه الحصانة لموظف يعمل في الحكومة لتحميه من المساءلة وتجيز له الاختفاء! كنا نلوم أنفسنا عندما نخسر في شركة ما، وأدركنا أننا بالغنا في ذلك، ومللنا من كثرة اللوم والعتب، فتقبلنا القبلة... ودعونا مجيب الدعوات! [email protected]