واصلت سوق الأوراق المالية تذبذبها بصورة كبيرة خلال تعاملات أمس تحت وقع الانخفاض الكبير الذي سجلته جميع القطاعات وتجاوزت في غالبيتها نسبة 9 في المئة لعدد كبير من الشركات. وأسهم الأداء المتعثر للسوق في استمرار فقدان المؤشر العام للنقاط خلال بداية الجلسة المسائية، إذ فقد نحو 380 نقطة، إضافة إلى ما كسبه في الفترة الصباحية حين أغلق المؤشر مرتفعاً 62 نقطة. ووقف المتعاملون محتارين وهم يراقبون تراجع الأسعار عند افتتاح الفترة المسائية، وسط حال من التذبذب الكبيرة من دون وجود مبررات منطقية، ومستغربين عدم استجابة الأسهم للنتائج الايجابية التي أعلنت عنها الشركات خلال الربع الأول من العام الحالي. وكانت فترة المسائية شهدت اتساعاً في رقعة اللون الأحمر على شاشات العرض، إذ سجلت أسعار الشركات انخفاضاً من إجمالي أسهمها. وقال المحلل ناصر المير إن الشغل الشاغل لأكثر من 30 في المئة من الشعب السعودي هو الهبوط المستمر في سوق الأسهم الذي أثر في حياتهم بشكل مباشر، ويأملون في معرفة الأسباب التي تقف أمام نهوض السوق من الحال التي أصابتها، وجعلت هذه المرة تختلف عن غيرها من عمليات التصحيح وجني الارباح. وأضاف ان التقلبات الكبيرة التي تحدث في السوق بين آن وآخر هو أمر يعلمه الجميع، ولكن ما لا يعرفه غالبية المتعاملين مدى ضخامة هذه السوق وإلى أين تتجه، وحجم المضاربين فيه ومدى تأثيرهم في حركته هبوطاً وصعوداً. وأوضح أن الكثيرين ينسون أو لا يعرفون أن الهدف الرئيسي من وراء إنشاء السوق المالية هو شأن اقتصادي وطني بحت يتعلق بدور سوق المال في تمويل الأنشطة الاقتصادية المختلفة، من أجل تحقيق النمو والتنويع الاقتصادي، لذلك فإن إخراج السوق عن هذه الأهداف من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة في الاقتصاد الوطني ويؤثر سلباً في المتعاملين فيه.