لا يمكن وصف معظم المتداولين في سوق الأسهم السعودية إلا ب"المتعلقين". و"المتعلقون"كما يصطلح على تسميتهم أهل السوق، هم الذين هوت أسهمهم عن سعرها الطبيعي، وباتوا غير قادرين حتى على التخلص منها، بسبب ندرة الطلب أمام تزايد العروض. وفي هذه الأيام التي تشهد فيها السوق تذبذباً"مخيفاً"، يكثر الحديث عن"الارتداد"كمفهوم عملي، يأتي على اللون الأحمر الذي"يلطخ"شاشات التداول، وأصبح"فوبيا"تحطم الأحلام على"صخرة الأسهم"، ليحوله إلى الأخضر الأقرب إلى قلوب المتداولين وأحلامهم. وفي الوقت الذي يواصل فيه مراقبو السوق والمحللون الفنيون طمأنة المتداولين إلى أن الارتداد"حقيقي"، بات هؤلاء قاب قوسين أو أدنى من فقدان الثقة بقدرة التحليل الفني على قراءة سوقهم، والخروج بتصور واضح يقلل من مخاوفهم، خصوصاً أن الخسائر أتت على كميات من رؤوس الأموال، وأصبح همّ المحافظة على رأس المال أكبر من هاجس البحث عن تحقيق الأرباح والمكاسب. لكن المحلل الفني لسوق الأسهم السعودية محمد بن فريحان، يؤكد أن ما يحصل في السوق"أمر طبيعي جداً"، معللاً ذلك بأن"السوق لم تمر بحال تصحيح لحركتها طوال الأشهر الستة الماضية". وقال إن"ما يدعو الى قلق فعلاً، هو ذلك التحرك التصاعدي، وهو غير جيد في أسواق المال، التي من المفترض أن تخضع لموجات بين الارتفاع والهبوط بين فترة وأخرى". ويؤكد أن السوق تعيش حال ارتداد"حقيقية"على أمل أن تخترق حاجز ال 18800 نقطة في جلسة اليوم الصباحية. وهذا بحسب فليحان"ما سيفتح المجال لرؤية ال20 ألف نقطة وال 23 ألفاً". ويؤيد المحلل الفني للسوق السعودية تركي فدعق ما ذهب إليه ابن فريحان، من أن الارتداد"حقيقي"وليس وهمياً، مؤكداً أن أحجام التداول المرتفعة يوماً عن الآخر، والوعي الذي بدأ يغزو أذهان المتداولين، هما أكبر داعم لعودة السوق إلى حالها الطبيعية. ويشير إلى أن"امتصاص المتداولين صدمة الهبوط العنيف الأخير، كان له دور بارز في إعادة ترتيب أوراقهم، والبحث عن الشركات ذات العوائد، ومن ثم ضخ كميات من السيولة بعد أن أحجموا طوال الفترة الماضية عن الدخول". ويصف فدعق عمليات الدخول بسيولة جديدة بأنه"أمر اضطراري ومطلوب لتعديل الخسائر، والمضي قدماً نحو كسر النقاط في الطريق إلى ال 25 ألف نقطة".