واصل سوق الأسهم السعودية أداءه الإيجابي، للأسبوع الثاني على التوالي، ليستمر في تحطيم الأرقام القياسية مقارنةً بالأربع سنوات الماضية، وقد حقق المؤشر العام الأسبوع الماضي مكاسب بنحو 55 نقطة أي بنسبة 0.6 بالمائة، وقد تبدو هذه المكاسب طفيفة جداً مقارنة بمكاسب الأسبوع الماضي، والتي بلغت 218 نقطة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على بداية بوادر الضعف على المسار الصاعد الحالي، والذي سيواجه مقاومة صعبة خلال هذا الأسبوع عند 8400 نقطة، لذا من المنطقي أن يحدث عند تلك المقاومة عمليات تصحيح سعري للسوق، بعد أن حققت العديد من الشركات أرباح رأسمالية جيدة خلال الأسابيع القليلة الماضية. أما فيما يخص السيولة المتداولة، فقد سجلت مستوى 25.7 مليار ريال للأسبوع الماضي، وهذا المستوى يفوق سيولة الأسبوع قبل الماضي بحوالي 1.3 مليار ريال، وهذا بلا شك يدل على أن صعود الأسبوع الماضي ناتج عن سيولة شراء حقيقية، وليس صعودا وهميا يدل على التصريف. أهم الأحداث العالمية بعد سلسلة من الخسائر المتوالية، استطاعت أسعار خام وست تكساس من الارتداد من مستوى 92.50$ للبرميل، وقد كان ذلك هو الدعم المعول عليه خلال الفترة الراهنة، لكن عند النظر برؤية فنية بحتة للرسم البياني، أجد أن ذلك الارتداد لم يكن قوياً بما يكفي لكنه أتى على استحياء، ليوحي بأن ذلك الدعم المذكور لن يكون قوياً عند الرجوع إليه مرةً أخرى، وقد يدعم تلك النظرة الفنية ما تم الإعلان عنه بأن الكميات المنتجة من النفط الصخري، قد أصبحت بالفعل تهدد بتآكل حصة النفط المستخرج بالطريقة التقليدية، والتي هي في معظمها تُستخرج من منطقة الشرق الأوسط والخليج بشكل أكثر تحديداً. في المقابل، نجد أن أسعار الذهب ليست بأفضل حالاً من سابقها، فقد توالت الخسائر على أسعار المعدن الثمين، حتى تمكن من الارتداد بشكل ضعيف من مستوى 1,263$ للأوقية، وهذا الارتداد من الناحية الفنية يوحي بأن موجة الهبوط الحالية لم تنته، وأن احتمالية كسر القاع التاريخي عند 1,179$ بدأت بالارتفاع، وذلك في ظل استمرار انخفاض الإقبال على شراء الذهب من قبل الصين والهند. أهم الأحداث المحلية أوصى مجلس إدارة شركة العبداللطيف، بتوزيع أرباح نقدية عن فترة الأشهر التسعة المنتهية في 30/09/2013م، على النحو التالي بواقع 2 ريال للسهم، على أن تكون أحقية الأرباح لمساهمي الشركة المسجلين لدى تداول بنهاية تداول يوم 20/11/2013م. أيضاً أعلنت شركة المملكة القابضة، أن نسبة استثمارها في شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) بلغ 16.7% من الاستثمار الأساسي، التي قامت بها شركة المملكة القابضة والأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، حيث وصلت قيمتها إلى أكثر من نصف مليار ريال سعودي، حسب إقفال السوق الأمريكية يوم الجمعة 5 محرم 1435ه الموافق 8 نوفمبر 2013م. وتعد هذه الاستثمارات طويلة الأجل كبقية استثمارات شركة المملكة القابضة. التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام، نجد أنه قد تمكن وبكل نجاح من الثبات فوق مستوى 8,260 نقطة، وهو نفس المستوى المخترق الأسبوع قبل الماضي، والذي كان يشكّل تحديا كبيرا للسوق على المدى القريب، لذلك فإن التحذيرات قد تعالت من قبل الكثير من المحللين حول هذا المستوى، لكن قوة إقبال الكثير من المستثمرين على سوق الأسهم جعلت السيولة الشرائية تدفع بالمؤشر العام لاختراق ذلك المستوى، والثبات أعلى منه، وهذا بلا شك عامل إيجابي سيدفع بالسوق نحو مستوى المقاومة المهم جداً خلال الفترة الحالية، وهو 8,400 نقطة والذي قد تحدث عنده حسب رؤيتي الفنية عمليات تصحيح سعري، ستجعل الكثير من المتداولين يقومون بعمليات جني أرباح على معظم الشركات المدرجة، خاصةً تلك التي أعطت بشكل جيد خلال الفترة الأخيرة، والتي وصلت إلى مستويات قياسية، لم يصلها منذ عام أو يزيد. لكن في نفس الوقت، لابد من الانتباه لدعم 8,260 نقطة، والتي لا تزال الدعم الفولاذي للسوق والذي بكسره قد يحدث تسارع في الهبوط حتى دعوم 8,160 – 8,080 نقطة، لكن في ظل المعطيات الفنية الحالية، أجد أنه من الصعب حدوث هذا السيناريو قبل الوصول أولاً إلى مقاومة 8,400 نقطة. أما من حيث القطاعات، فأجد أن قطاع المصارف قد تمكن من الإغلاق فوق مستوى 17,520نقطة ليبقى أمامه اختراق قمة 17,800 نقطة؛ ليؤكد استمراره في المسار الصاعد وإعطاء السوق الزخم الشرائي الذي يحتاجه خلال هذه الفترة، والتي تحتاج إلى تضافر جهود جميع القطاعات القيادية؛ لدفع المؤشر العام لما فوق 8,400 نقطة. في المقابل، أجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية قد وصل إلى مقاومة 7,100 نقطة، وهي إحدى أهم المقاومات للقطاع خلال الفترة الحالية، لكنه لم يتمكن من اختراقها، بل وأعطى على الرسم البياني شمعة عاكسة، تدل على انتهاء الصعود، ودخول القطاع ابتداءً من هذا الأسبوع في موجة تصحيح سعري قد تؤثر بشكل سلبي ليس على شركات البتروكيماويات فحسب، بل وعلى السوق بشكل عام، لذا فالمخرج الوحيد للسوق من هذه المعضلة هو إفشال القطاع لتلك الشمعة الآنفة الذكر، واختراق مستوى 7,100 نقطة، والثبات أعلى منها. أما من حيث القطاعات الإيجابية، فهي قطاع الطاقة، والتأمين، والاستثمار الصناعي، والإعلام. من جهة أخرى، أجد أن قائمة القطاعات المتوقع سلبيتها خلال هذا الأسبوع، تشتمل على: قطاعات الاسمنت، والتجزئة، والزراعة، والاتصالات، والاستثمار المتعدد، والتشييد، والبناء، والتطوير العقاري، والنقل، والفنادق، والسياحة.