اتفقت وزارة الصحة وأمانة محافظة جدة أمس على موعد إطلاق حملة حمى الضنك، وتحديده يوم السبت المقبل وتستمر لمدة شهر كامل، عبر خطة شاملة تضمن الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، بمساندة القطاعات الحكومية من أجل إنجاح الحملة بوصفها أكبر حملة على مستوى السعودية. وأوضح مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية الأولية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور معتوق العصيمي، أن إستراتيجية وصول الرسالة التوعوية ستكون عبر 42 مركزاً صحياً، إضافة إلى الجولات الميدانية في الأسواق والمراكز التجارية، وتوزيع المطبوعات على المنشآت الصحية وغير الصحية كافة، والتركيز مع إيصال رسالة الحملة المركّزة إلى كل أفراد المجتمع في مناطق التجمعات الأساسية، وسيتم ذلك من خلال عدد من الوسائل الإعلامية والإعلانية والميدانية. وسألت"الحياة"العصيمي حول مستوى الشفافية والحوار والتواصل مع المسؤولين في شأن تطورات حمى الضنك في المنطقة، فأجاب:"من حق الجميع معرفة التفاصيل وأدقها من الجهات المعنية بهذا الأمر، ونتعهد للإعلاميين بإيصال المعلومات كافة إليهم من دون تعتيم". مؤكداً في الوقت نفسه أن عدد المتوفين حتى هذه اللحظة بلغ أربعة أشخاص، تبين بعد التحقيق بمسببات الإصابة وجودهم بالقرب من المباني تحت الإنشاء والخزانات المكشوفة، داعياً المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن مواطن البعوض لمكافحته والقضاء عليه. وذهب العصيمي إلى بنود جديدة أضيفت في الإستراتيجية الحالية للحملة الثانية باستحداث مسابقة توعوية توزع الجوائز على الفائزين والفائزات، ومحاولة التنسيق مع وزارة الإعلام لبث الشريط التوعوي بمرض حمى الضنك، إضافة إلى تضمين اللغة الإنكليزية في مطبوعات الحملة. وقال العصيمي، إن الحملة تستهدف شرائح وفئات المجتمع كافة من دون استثناء، موضحاً أن الهدف من ذلك هو توطيد العلاقة بين منسوبي وزارة الصحة والمجتمع، خصوصاً الرعاية الصحية الأولية باعتبارها حائط الصد الأول، إضافة إلى أمانة المحافظة، مع تعزيز الثقة المتبادلة، وتعميق أواصر العلاقة في كافة المناشط التوعوية. وأضاف:"لا بد من توضيح الآثار السلبية للمرض، ومسبباته، وطرق تجنّبه للوقاية منه، خلافاً لجذب شرائح القطاعين الحكومي والخاص، من أجل المشاركة في دعم وتفعيل مراحل الحملة كافة". وأوضح العصيمي وجود أهداف خاصة للحملة تتمثل في المحور الصحي من خلال تثقيف أفراد المجتمع صحياً، ويتناول ذلك المحور الديني، عبر تصحيح الصورة الذهنية والسلوكية للمستهدفين حول الواجب الشرعي تجاه النفس البشرية، بالمحافظة عليها وعدم تعريضها للخطر، وأخيراً المحور الاجتماعي والمتمثل في توضيح عدد من العادات الاجتماعية غير الصحية في محيط الأسرة، والتي تسهم سلباً في عدم الحد من مسببات المرض"البعوض"، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على صحة وسلامة أفراد الأسرة والمجتمع. وقال:"سنوزع مليوني مطوية جيب توعوية على الجمهور المستهدف، خصص منها 1.5 مليون مطوية باللغة العربية و 500 ألف مطوية باللغة الانكليزية، ما سيعزز من أهداف الحملة وبلوغ رسالتها". من جانبها، أوضحت مساعد مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في منطقة مكةالمكرمة الدكتورة نهى دشاش، أن البعوض يعد مستودعاً لفيروسات حمى الضنك، وهو مرض ينتقل بلدغ البعوض المعدي، الذي ينشط نهاراً بعد الشروق وقبل الغروب بساعتين، ويتكاثر بوضع البويضات في المياه الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة مثل البراميل، والإطارات، وعند مكيفات الهواء. وأشارت إلى أنه لا يوجد علاج نوعي أو لقاح خاص في الوقت الراهن"للضنك"، إذ يعتمد على معالجة الأعراض المصاحبة له، مؤكدة في الوقت نفسه على أن سرعة مراجعة الطبيب المختص من شأنها أن تؤدي إلى تجنّب المضاعفات والشفاء. وقالت:"إن الوقاية من حدوث إصابات جديدة تأتي من طريق إزالة أماكن توالد البعوض الناقل، من خلال تغطية محكمة لخزانات المياه، وعدم تخزين المياه في أوعية مكشوفة، إضافة إلى إزالة بؤر تراكم المياه، مع وضع شبك ضيّق المسام على الأبواب والنوافذ للحماية من لدغات البعوض نهاراً واستخدام"الناموسيات"في حالة النوم خارج المنزل. ودعت دشاش إلى التعاون الجاد مع الفريق الصحي لإعطاء معلومات صحيحة عن سابقة المرض والعنوان، وتسهيل عمل فريق المكافحة لعمل الاستقصاء الوبائي ورشّ المنزل المصاب والمنازل المجاورة، والإبلاغ عن أماكن تجمّع المياه الراكدة للجهات المختصة. "الأمانة": جهد جماعي لإنجاح الحملة قال مدير إدارة الصحة في أمانة المحافظة الدكتور عوض القحطاني، إن الأمانة حريصة على توعية المواطنين من الإصابة بمرض حمى الضنك بمختلف الوسائل، وتسعى في الوقت نفسه إلى القضاء على مسبباتها بأسرع وقت ممكن. وأضاف" سنبث 100 ألف رسالة توعوية من طريق الإنترنت إلى المستهدفين و500 ألف رسالة جوال تتضمن معلومات عن حمى الضنك"، إضافة إلى وضع 100 لوحة توعوية موزعة على الجسور والطرق والشوارع الرئيسة ، و200 لوحة توعوية على أعمدة الكهرباء، وتعليق 42 لوحة على مباني المراكز الصحية وفروع بلديات المحافظة وغالبية المستشفيات الحكومية، علاوة على جولات ميدانية على الأسواق والمواقع العامة من أجل توزيع مطويات التوعية"بالضنك". وأضاف أن وسائل مساندة ستستخدم بالتنسيق مع القطاعات الحكومية والخاصة للإسهام في إنجاح الحملة، مثل التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية لحثّ أئمة المساجد على تناول موضوع الحملة في خطبة الجمعة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب لبثّ الرسالة خلال المباريات المهمة، وشركة الكهرباء لوضع جمل توعوية في فواتير الكهرباء، إضافة إلى شركة الاتصالات من أجل وضع جمل توعوية في فواتير الهاتف الثابت والجوال.