فيما تواصل طائرات الF15 السعودية وطائرات الدول الخليجية والعربية، الحرب على الميليشيات الحوثية، يواصل الشعراء حربهم عبر نظم قصائد الفخر والحماسة. ولم يقتصر النظم على كبار الشعراء بقصائد مطولة، بل شارك بعضهم بأبيات بسيطة منظومة ومُقفاة، بعضها نبطي والآخر فصيح، تصف صورة جندي يودّع طفله. كما وصفت أبيات شعرية صوراً لجموع الجنود المصلين والمرابطين، وعمل بعض المحترفين في مجال تصميم الصور والمونتاج على إعادة بث الأبيات بتصاميم مصورة. واختار الشعراء حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لبث التغريدات الشعرية الحماسية التي حازت استحسان آلاف المتابعين. وتداول المغردون أبياتاً قصيرة عبر برنامج «سناب شات»، الذي يملك خاصية تصوير الفيديو مدة لا تزيد على 10 ثوان. ورصدت «الحياة» تغريدات عدة بُثت خلال الأيام الماضية، تحوي أبياتاً شعرية حماسية، معظمها «نبطي». إذ كتب الشاعر خلف الضيف (52 ألف متابع)، معلقاً على صورة تم تداولها لجنديين يحملان حقيبتين في طريقهما إلى طائرتيهما: «يا صاحبي وش خذيت بشنطتك قلي/ خذيت بيعة وعرض وحب لبلادي»، وكتب الضيف ذاته على صورة أخرى لجندي يودع طفلته: «يا بنتي الأخوان من دون الأخوان/ والرجل لازم يحمي أهله وأرضه/ إن عشت قولي ما كسر خشمه إنسان/ وإن مت قولي مات من دون عرضه»، وكتب على صورة أخرى: «نحمي ثرى هالأرض في كل ميدان/ بعد الله وعفوه وستره ولطفه/ وإليا دعانا حاكم الدار سلمان/ منهو يعادينا نوريه حتفه». وقال الشاعر الضيف ل«الحياة»: «إن الشاعر ابن وطنه وصوت مجتمعه، ودوره فعّال في توصيل أحاسيس شعب هذا الوطن». وتابع: «أشعر بالفخر بهذا الوطن، وأتغنى به مع كل إشراقة شمس». ولم يكتف الشعراء ببث قصائدهم المنظومة في «عاصفة الحزم» مكتوبة أو مصورة، بل حرصوا على المشاركة الفنية، والتغني بها على طريقة «الشيلات الشعبية». وتمثل هذه النوعية من القصائد أحد أهم الفنون الشعرية في الوقت الحالي، كما تملك جمهوراً كبيراً في الفنين على حد سواء: الغنائي الموسيقي والإنشادي المحافظ. وشهدت الساحات الفنية تنافساً كبيراً بين المنشدين والمغنين في هذا الفن، وتغلب الأوائل على المغنين بالحضور في المناسبات الوطنية. وشارك المنشد عمر العمير في «عاصفة الحزم»، ب«شيلتين» الأولى «حنا لها» والثانية «حماة الفضيلة». وقال العمير ل«الحياة»: «الفنان الناجح، سواء في الفن الإنشادي أم الغنائي، هو الذي يضع بصمته ومشاركته في كل حدث»، لافتاً إلى أن «حدثاً مثل (عاصفة الحزم)، عالمي ووطني»، ومن هنا جاءت فكرة شيلة «حنا لها» للشاعر الأمير بدر بن محمد الكبير، الذي جاء في مطلعها: «حنا لها لا دعى الداعي مع الفجري/ نطلع سواة الصبح للموت وراده/ يامسندي يا عصب روحي يا دمي/ ياللي عيونك غطى وأنفاسك وسادة/ يالعزوة ياللي تلبي لي وأنا ألبي/ لا من نخانا الوطن لبيه يا أمجاده». وأضاف العمير: «إن القصيدة المُغناة بطريقة (الشيلة) الشعبية أصبحت متاحة عبر موقع (يوتيوب)، وتلاقي استحسان المستمعين». وكتب الشاعر الأمير محمد بن بندر آل سعود قصيدة «الخط الأحمر»، وجاء فيها: «يا أغلى وطن ربي سما به وعزه/ دونك صقور وسيوفٍ صقيلة/ خاب الرجا بإبليس واللي يوزه/ جزاه الويل والموت الحصيلة/ الخط الأحمر لا لا تستفزه/ والجار من ياذيه حن نعتزي له»، التي تغنى فيها إنشادياً، وأدى هذه القصيدة المنشد عقيل العقيل، الذي قال ل«الحياة»: «الشعر والحماسة وإنشاده والتغني به معروف منذ أيام غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هنا كان منطلقنا لنكون على الثغر، مستشعرين وجودنا بالقرب من إخواننا المشاركين في عاصفة الحزم»، مضيفاً: «بدأ العمل الإنشادي بمبادرة من الشاعر الأمير محمد بن بندر، وتشكلت في نص شعري يشعل فتيل الحماسة، وانتهت بعمل فني يؤازر الجيش السعودي الذي يقود الحرب على الحوثيين».