يتذكر السعوديون إلى اليوم الطفلين الصغيرين وائل ولؤي ابني الفنان المعروف محمد حمزة في مسلسلي"أصابع الزمن"و"ليلة هروب". ومن ذكريات ذلك الزمن الجميل، تعاطف المشاهدون السعوديون في منازلهم مع الطفل المفقود في تونس"لؤي"، و"عضوا"مع والده وشقيقه اللذين عادا من ذلك البلد بعد زيارة سياحية"أصابع الزمن"، وتابعوا بشغف قصة الهروب الكبير للفنان الأب في"ليلة هروب". أكمل وائل ولؤي مع والدهما ثلاثياً رائعاً، نقش مكانته في عقول متابعي حركة الدراما السعودية سنوات انطلاقتها في الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي حين قدم الثلاثي"قصر فوق الرمال"و"أين الطريق"و"دموع الرجال". وأنتجت العقلية العربية صورة تشبيهية لتوارث ابني حمزة جينة الفن الوراثية من والدهما، فقالت العرب إن"ابن الوز عوام"، وأكد كثيرون أن ابن الوز برع كثيراً بل وتفوق في أحيان عديدة على الوز. للفنان محمد حمزة وجهة نظر عن هذه المقولة، إذ أنه يرى أنه لا تصلح لأن تعمم ليقال إن كل مبدع لابد أن يظهر من صلبه امتداد له في المجال نفسه، ويؤكد أن للثقافة دوراً مهماً في تميز ابن الوز، فهي الخط الذي يحدد اتجاه عجلة الفكر التي من شأنها أن تصنع نجومية وبريق الفنان، باستثناء أن والده فنان له بصمته في ساحة الفن. ويشير إلى أن ابنيه وائل ولؤي نجحا في تقديم شخصية مميزة ومغايرة تماماً عن شخصية الفنان محمد حمزة، والدليل أن الجمهور لم يربط ما يقدمه الأبناء بما قدمه هو من أعمال قبل ظهورهم على الساحة الفنية، لافتاً إلى أن أداءهم أصبح حديث المجالس، وعرفوا بشخصيتهم المميزة، ووصلوا من خلال تميزهم الفردي إلى ذائقة المتابعين للدراما الخليجية. أما الفنان لؤي محمد حمزة فيشير إلى أهمية التميز حتى يستطيع الفنان إثبات عدم صحة هذه المقولة"ابن الوز عوام"، والتي يعدها من الأقاويل التي تهمش النجاح الشخصي، وما يقدمه من فكر فني متكامل بصرف النظر، أن يكون استمد من والده الحس الفني، وبعض الصفات الوراثية من الناحية الخلقية، إذ أنه يرى ذلك أمراً طبيعياً. يقول تظل"الرومنتيكية"التي يضفيها الفنان هي البصمة التي تجعل الوز يعوم في عالمه الخاص ليقدم إنتاجية ورسالة ذات ريادة وتميز من حيث الطرح والعرض، مؤكداً أن الفن لا يورث، وإنما هو هبة تأتي متزامنة مع فطرة الإنسان.