صدر أمس في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - لباكستان بيان مشترك، وفي ما يلي نصه كاملا: في اللقاءات التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف ورئيس الوزراء شوكت عزيز، خلال زيارته الرسمية لباكستان في الفترة من 2 إلى 3 محرم 1427ه الموافق 1 إلى 2 شباط فبراير 2006، حظي خادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له باستقبال رسمي وشعبي كبيرين يعكس متانة العلاقات الأخوية بين البلدين ويعبر عما تكنه باكستان من احترام وتقدير عظيمين للسعودية قيادة وشعباً. تبادل الجانبان الآراء في محادثات معمقة وشاملة غطت قطاعاً واسعاً من المواضيع الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتسمت بروح من المودة والدفء، وأظهرت تطابقاً في الآراء وتفاهماً أخوياً في العلاقات بين السعودية و باكستان. عبر الرئيس مشرف عن امتنانه العميق للمساعدات الإغاثية السريعة والمستمرة التي قدمتها الحكومة السعودية لضحايا الزلزال الذي تعرضت له باكستان من خلال إقامة جسر جوي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، كما أعرب الرئيس الباكستاني عن تقديره لتعهد السعودية الكريم بالمساعدة في إعادة بناء المناطق المتضررة بالزلزال من طريق الصندوق السعودي للتنمية لتمويل مشاريع إسكان وطرق وتعليم وصحة. انطلاقاً مما يجمع بين البلدين الشقيقين قيادةً وشعباً من علاقات تاريخية وأواصر الود والتفاهم الكاملين المبنية على وحدة العقيدة الإسلامية، ما أضفى على هذه العلاقة استمرارية ورسوخاً وأثراً بالغاً على الاستقرار والسلم الإقليميين، وإدراكاً من الجانبين للترابط الوثيق بين أمن واستقرار الدول العربية ومنطقة جنوب آسيا وحرصهما على تحقيق ذلك، والتزاما من القيادتين لاستشراف آفاق مستقبل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لتأكيد استمرار التضامن في ما بينهما لخدمة مصلحة شعبيهما والأمة الإسلامية قاطبة، وتأكيداً لالتزام الطرفين بالاضطلاع بهذه المسؤولية التاريخية قررت القيادتان ما يلي: على صعيد العلاقات الثنائية عبر القائدان عن ارتياحهما للتعاون المتنامي بين البلدين، وأكدا التزامهما بتعزيز العلاقات الثنائية في مجالي التجارة والاستثمار. وفي هذا الصدد رحب القائدان بالتوقيع على خمسة اتفاقات ثنائية بين البلدين شاملة مذكرة التفاهم حول المشاورات السياسية وتفادي الازدواج الضريبي والتعاون في مجال العلوم والتقنية وبرنامج التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني، وعبرا عن ثقتهما بأن تسهم هذه الاتفاقات في تعزيز العلاقات الثنائية في هذه المجالات. اتفق الجانبان على تكثيف تبادل الزيارات الثنائية على كل المستويات لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون والتفاهم على كل الأصعدة بين البلدين بغية تطوير تعاون مستمر في حقول الاقتصاد والتجارة والاستثمار، بما في ذلك توسيع وتسهيل الاستثمارات والمشاريع المشتركة، خصوصاً في ما يتعلق بالطاقة والبنية التحتية. ويتطلع الجانبان إلى أن يثمر المؤتمر الاستثماري الذي ستنظمه الشركة السعودية - الباكستانية للاستثمار خلال النصف الأول من هذا العام، تحديد مجالات جديدة للاستثمار المشترك. أكد الجانبان أهمية تشجيع القطاع الخاص لديهما بالسعي لاستغلال الفرص والإمكانات المتاحة في كلا البلدين لخدمة المصلحة المشتركة. الاتفاق على عقد اجتماعات دورية ومنتظمة للجنة السعودية - الباكستانية المشتركة وتكليفها بمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه خلال هذه الزيارة. أكدت القيادتان أن الإرهاب يعتبر آفة تهدد البشرية جمعاء واتفقا على الحاجة إلى تكثيف وتنسيق التعاون الثنائي والإقليمي والدولي لمكافحته واجتثاثه من جذوره، وكذلك تكثيف التعاون لمحاربة الإرهاب والجرائم الدولية الأخرى مثل غسل الأموال وتهريب المخدرات والأسلحة على نحو حثيث وشامل. وفي هذا الصدد سيقوم البلدان ببذل جهود متواصلة لإقرار المقترحات الخاصة بإبرام الاتفاق الشامل حول الإرهاب الدولي المطروح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب الذي أوصى به المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي انعقد في الرياض في شباط فبراير 2005 وفقاً لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. في مجال التعاون السياسي قام الجانبان بتبادل الآراء حول التطورات الإقليمية والدولية، وأكدا التزامهما بمبادئ الشرعية الدولية وأهمية الحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين. واتفق الجانبان على العمل معاً لحل النزاعات القائمة في المنطقة في ضوء هذه المبادئ. أطلع الرئيس مشرف خادم الحرمين الشريفين على الحوار القائم بين باكستان والهند، واتفق القائدان على أهمية استمرار الجهود الرامية إلى حل جميع القضايا العالقة بينهما، وعلى الأخص قضية كشمير من خلال المفاوضات. في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية يقدر الطرفان أهمية الانتخابات الفلسطينية الأخيرة التي جاءت استجابة لمطالب من أطراف دولية مهمة، ويطالبان بقبول نتائج هذه الانتخابات كونها تعبر عن الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني والتعامل معها في شكل موضوعي وحكيم وتجنب الأحكام المسبقة والمواقف المتعجلة، ويعبران عن أملهما في قيام حماسة بتشكيل حكومة تحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وترعى مصالحه والعمل على تحقيق تقدم في عملية السلام . وفي هذا السياق يرى الجانبان أن تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط يعتمد على إيجاد حل عاجل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. ويؤكدان أهمية مبادرة بيروت العربية للسلام وخريطة الطريق، وأن التكامل فيما بينهما يعد السبيل الأفضل لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، ويمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة تعيش في أمن وسلام وازدهار في إطار حدود آمنة جنباً إلى جنب مع إسرائيل. وفيما يتعلق بالوضع في العراق عبر الجانبان عن أملهما في أن تسفر العملية السياسية الجارية عن تشكيل حكومة قادرة على تحقيق وحدة العراق وسلامته الإقليمية وازدهاره وحريته في معزل عن التدخلات الخارجية. وعبر القائدان عن ارتياحهما لنتائج قمة مكةالمكرمة الإسلامية وجددا التزامهما بإصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي لتمكينها من القيام بدورها الفعال في خدمة مصالح العالم الإسلامي والتعاون في تنفيذ الخطة العشرية التي أقرها المؤتمر. حرر في إسلام آباد في 3 محرم 1427ه الموافق 2 شباط فبراير 2006.