وقع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اتفاقيتي قرض إنمائي، وتمويل صادرات بين المملكة وباكستان الإسلامية لدى زيارته أمس رئيس الوزراء في جمهورية باكستان الإسلامية محمد نواز شريف. ووقع الاتفاقيتين عن الجانب السعودي نائب الرئيس والعضو المنتدب لصندوق التنمية السعودي المهندس يوسف البسام، وعن الجانب الباكستاني وكيلة الشؤون الاقتصادية بوزارة المالية والإيرادات والشؤون الاقتصادية الباكستانية نرجس سثني. وتتضمن الاتفاقية الأولى قرضاً إنمائياً لتمويل مشروع غولن غول الكهرمائي بمبلغ يعادل 216.750.000 ريال سعودي، وتتضمن الاتفاقية الثانية اتفاقية تمويل صادرات عبارة عن أسمدة يوريا من إنتاج شركة سابك السعودية بمبلغ 125 مليون دولار. عقب ذلك اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء الباكستاني، وجرى خلال الاجتماع استعراض آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى استعراض التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها، وشرف ولي العهد حفل العشاء الذي أقامة رئيس وزراء باكستان تكريماً له والوفد المرافق. وغادر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إسلام أباد مساء أمس متوجهاً إلى اليابان، وكان في وداعه بمطار قاعدة شقلالا رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية الفريق أول ركن رشاد محمود، وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن رحيل شريف. وبعث الأمير سلمان بن عبدالعزيز برقية شكر لرئيس جمهورية باكستان الإسلامية ممنون حسين إثر انتهاء زيارته لجمهورية باكستان، جاء فيها "يطيب لي وأنا أغادر بلدكم الشقيق بعد انتهاء الزيارة الرسمية التي قمت بها أن أعبر لفخامتكم عن خالص شكري وبالغ امتناني على ما لقيته والوفد المرافق أثناء إقامتنا من كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والذي لا أجده غريباً من لدن القيادة والشعب الباكستاني الشقيق، ولقد أكدت هذه الزيارة مدى عمق العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا، كما أتاحت لنا تجديد أواصر الأخوة والمحبة بين شعبينا التي ظلت نبراساً مضيئاً لنا حتى اليوم". كما بعث الأمير سلمان برقية شكر لرئيس وزراء باكستان لدولة السيد محمد نواز شريف، قال فيها "يسرني وأنا أغادر بلدكم الشقيق إثر تلبيتي للدعوة الكريمة الموجهة من دولتكم أن أقدم شكري وعظيم امتناني على ما لقيته والوفد المرافق أثناء إقامتنا من حفاوة الاستقبال وكرم الوفادة، ولقد أتاحت لنا هذه الزيارة الالتقاء ببعضنا وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتي جاءت آراؤكم فيها متطابقة مع آراء سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبما يخدم الأمة الإسلامية، كما أكدت على عمق العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا والتلاحم بين شعبينا الشقيقين". وجاء في البيان المشترك في ختام زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لجمهورية باكستان الإسلامية، الدعوة للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين الشقيقين لتوسيع وتحسين الاستثمار والتجارة والطاقة وتطوير البنية التحتية والزراعة وتبادل الوفود الحكومية من أجل المنفعة المتبادلة للبلدين الشقيقين. ومواصلة العمل على مزيد من ترسيخ العلاقات السياسية القائمة بين البلدين من خلال عقد مشاورات ثنائية منتظمة بين وزارتي خارجية البلدين، واتفق الجانبان على الحاجة إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع. وأكد الجانبان على أهمية استكمال الإجراءات اللازمة لتوقيع اتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات بما في ذلك الشؤون الإسلامية والأوقاف، والعمل، والقوى العاملة، والرياضة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار. كما أكد الجانبان على ضرورة إيجاد حل سريع للصراع القائم في سورية وفقاً لقرارات "جنيف1"، من أجل استعادة السلام والأمن في سورية وحقن دماء الشعب السوري الشقيق، وفي هذا الصدد دعا الجانبان لما يلي: أهمية الانسحاب الفوري لجميع القوات والعناصر المسلحة الأجنبية من الأراضي السورية، ورفع الحصار عن المدن والقرى السورية ووقف القصف الجوي والمدفعي، إقامة ممرات ومناطق آمنة لإيصال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المواطنين السوريين المحاصرين تحت إشراف دولي، تشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة وتمكينها من تولي شؤون البلاد. وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد الجانبان موقفهما الثابت لدعم حق الشعب الفلسطيني في التوصل إلى حل عادل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وأكد الجانبان على ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية، بما في ذلك استمرار بناء المستوطنات ووضع العقبات أمام جهود السلام، وأكد الجانبان على أن تكون جهود السلام مبنية على مبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وأكد الجانبان التزامهما بمحاربة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومواصلة التعاون في مجال تبادل المعلومات الأمنية. وأعرب الجانب السعودي عن أمله في التوصل إلى حل سلمي لنزاع كشمير، مرحبا بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين الهندوباكستان. وحول الوضع في أفغانستان أعرب الجانبان عن دعمهما للمصالحة الأفغانية بإشراك جميع الأطراف ومكونات المجتمع الأفغاني من أجل التوصل إلى إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، وأكدا دعم العملية السياسية من خلال إجراء الانتخابات المقررة في أبريل 2014.