اتفقت المملكة العربية السعودية وباكستان على بذل جهود منسقة لتعزيز التعاون متعدد الأوجه والعمل معاً لمكافحة الإرهاب والتطرف، الذي يعتبر عدواً مشتركاً للبلدين. جاء ذلك في بيان صادر من الحكومة الباكستانية اليوم (الخميس)، في إسلام أباد في ختام الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وأوضح البيان وفقاً لما نشرته "وكالة الأنباء الباكستانية" الرسمية، أنه خلال الاجتماع ناقش البلدان مجموعة متنوعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك والوضع الإقليمي بما في ذلك التوتر القائم بين السعودية وإيران. وأضاف البيان أن وزير الخارجية التقى خلال الزيارة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، وعقد محادثات على مستوى الوفود مع مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية سرتاج عزيز، إلى جانب عقد لقاء مع رئيس أركان الجيش الجنرال راحيل شريف. وأكد شريف خلال لقائه مع الجبير أن "باكستان تقدر باهتمام عال علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحظى باحترام كبير لدى الشعب الباكستاني". وأوضح شريف أن "شعب باكستان سيقف دائماً جنباً إلى جنب مع شعب السعودية ضد أي تهديد لسلامة أراضي وسيادة المملكة". وذكر البيان أن الجبير أطلع شريف على تفاصيل "التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب"، ورحب رئيس الوزراء الباكستاني من جانبه بمبادرة السعودية، مؤكداً أن باكستان تدعم كل هذه الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف. ودعا شريف إلى مواصلة تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية بين باكستان والسعودية، في جميع مجالات التعاون، بما في ذلك الدفاع والأمن والتعاون الاقتصادي والتجاري، إلى جانب تكثيف الجهود لمواصلة تعزيز التجارة الثنائية وزيادة الاستثمارات السعودية في باكستان، وخصوصاً في قطاع الطاقة، إذ تقدم باكستان فرصاً جذابة للاستثمار. وأطلع وزير الخارجية السعودية رئيس الوزراء الباكستاني على البرامج الجارية لتعزيز الاستثمارات السعودية في القطاعات الحيوية للاقتصاد الباكستاني، إضافة إلى المستجدات التي طرأت أخيراً على العلاقات الثنائية بين المملكة وإيران. وجدد البيان، موقف باكستان الذي أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء تصعيد الموقف من جانب إيران وتعرض البعثة الديبلوماسية السعودية في إيران لاعتداءات، وتطالب بضرورة احترام معايير العلاقة الدولية والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. ودعا شريف إلى ضرورة حسم الخلافات بين الرياض وطهران بالوسائل السلمية لضمان وحدة وتماسك كيان الأمة الإسلامية. من جهة أخرى، أوضح البيان أن الجبير عقد محادثات على مستوى الوفود مع مستشار رئيس الوزراء سرتاج عزيز، وخلال المحادثات التي عقدت في إطار آلية ثنائية للتشاور السياسي، ناقش الجانبان السبل والوسائل لتوسيع مجالات التعاون الثنائي، وسبل تعميق التعاون الثنائي في جميع المجالات، واتفقا على إجراء مشاورات سياسية مرتين في السنة بالتناوب في إسلام أبادوالرياض. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول مكافحة الارهاب والتطرف، وأطلع سرتاج عزيز وزير الخارجية السعودي على الحملة الناجحة التي تشنها باكستان ضد الخطر المزدوج للإرهاب والتطرف داخل أراضيها. وأكد الجانبان على ضرورة تطوير التعاون المشترك المدعوم بموقف العلماء لمكافحة الإرهاب والتطرف. وناقش الوفدان أيضاً، القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم الاتفاق على تظافر الجهود الثنائية لتعزيز التعاون متعدد الأوجه والعمل معاً لهزيمة الإرهاب والتطرف. وأوضح البيان، أن الاجتماعات بين الطرفين جرت في جو من الدفء والصداقة والمودة التي تميز العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.