اتفقت كل من السعودية وباكستان على تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع، وقرر الجانبان في بيان مشترك اليوم (الإثنين) مواصلة العمل على مزيد من ترسيخ العلاقات السياسية القائمة بين البلدين من خلال عقد مشاورات ثنائية منتظمة بين وزارتي خارجية البلدين، واتفق الجانبان على الحاجة إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع. وفيما يأتي نص البيان - بحسب وكالة الأنباء السعودية -: «تلبية لدعوة رئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف، قام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بزيارة رسمية إلى باكستان في الفترة من 15-17 شباط (فبراير) 2014. وجسد حفاوة الاستقبال والترحيب الحار اللذين لقياهما ولي العهد والوفد المرافق له من قبل الرئيس الباكستاني ممنون حسين، ورئيس الوزراء محمد نواز شريف وكبار المسؤولين، أواصر العلاقات الأخوية القوية التي تربط بين البلدين. وعكس الاستقبال الشعبي الحافل عمق المودة والاحترام الذي يكنه الشعب الباكستاني للمملكة وشعبها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وعقد ولي العهد خلال الزيارة، محادثات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى، في جو ودي للغاية عكست الروابط الأخوية واتسمت بالتفاهم والتعاون العميقين لتحقيق المنفعة المتبادلة للبلدين وشعبيهما. وكان هناك حرص على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات لتدعيم قضايا الأمة الإسلامية فضلاً عن تعزيز السلام والاستقرار الدوليين. ودعا الجانبان إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين لتوسيع وتحسين الاستثمار والتجارة والطاقة وتطوير البنية التحتية والزراعة وتبادل الوفود الحكومية من أجل المنفعة المتبادلة للبلدين. وأكد الجانبان على أهمية استكمال الإجراءات اللازمة لتوقيع اتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات بما في ذلك الشؤون الإسلامية والأوقاف، والعمل، والقوى العاملة، والرياضة، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار. ... دعا إلى إيجاد حل سريع للأزمة السورية أكد الجانبان ضرورة إيجاد حل سريع للصراع القائم في سورية وفقاً لقرارات «جنيف1»، لأجل استعادة السلام والأمن في سورية وحقن دماء الشعب السوري، وفي هذا الصدد دعا الجانبان لما يأتي: أهمية الانسحاب الفوري لجميع القوات والعناصر المسلحة الأجنبية من الأراضي السورية. رفع الحصار عن المدن والقرى السورية ووقف القصف الجوي والمدفعي. إقامة ممرات ومناطق آمنة لإيصال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى المواطنين السوريين المحاصرين بإشراف دولي. تشكيل هيئة حكم انتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة وتمكينها من تولي شؤون البلاد. ... دعما إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد الجانبان موقفهما الثابت لدعم حق الشعب الفلسطيني في التوصل إلى حل عادل يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأكد الجانبان ضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية، بما في ذلك استمرار بناء المستوطنات ووضع العقبات أمام جهود السلام. وأكد الجانبان على أن تكون جهود السلام مبنية على مبادرة السلام العربية وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. كما أكد الجانبان التزامهما بمحاربة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ومواصلة التعاون في مجال تبادل المعلومات الأمنية، وشددا على أهمية التعاون الأمني لمكافحة جرائم تجارة المخدرات وغسل الأموال. الرياض تعرب عن أملها بحل سلمي لقضية كشمير أعرب الجانب السعودي عن أمله بالتوصل إلى حل سلمي لنزاع كشمير وفقاً لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، بحيث يسهم في تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة. ورحب الجانب السعودي بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين الهندوباكستان، التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً في مصلحة البلدين الجارين والاستقرار في منطقة جنوب آسيا. وحول الوضع في أفغانستان، أعرب الجانبان عن دعمهما للمصالحة الأفغانية بإشراك جميع الأطراف ومكونات المجتمع الأفغاني، لأجل التوصل إلى إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، وأكدا دعم العملية السياسية من خلال إجراء الانتخابات المقررة في أبريل 2014. وشكر ولي العهد نائب رئيس مجلس وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز الحكومة والشعب الباكستاني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين لقياهما والوفد المرافق له». من جهة ثانية، غادر ولي العهد إسلام آباد مساء اليوم متوجهاً إلى اليابان، وكان في وداعه من الجانب الباكستاني كل من: رئيس الوزراء محمد نواز شريف، ورئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن رشاد محمود، وقائد الجيش الفريق أول ركن رحيل شريف، وقادة القوات والوزراء وكبار المسؤولين، ومن الجانب السعودي: سفير السعودية لدى باكستان عبدالعزيز الغدير وعدد من المسؤولين. وبعث ولي العهد برقية شكر إلى الرئيس الباكستاني ممنون حسين، فيما يأتي نصها: «يطيب لي وأنا أغادر بلدكم بعد انتهاء الزيارة الرسمية التي قمت بها أن أعبّر لكم عن خالص شكري وبالغ امتناني على ما لقيته والوفد المرافق أثناء إقامتنا من كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والذي لا أجده غريباً من لدن القيادة والشعب الباكستاني. لقد أكدت هذه الزيارة مدى عمق العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا، كما أتاحت لنا تجديد أواصر الأخوة والمحبة بين شعبينا التي ظلت نبراساً مضيئاً لنا حتى اليوم. وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يديم عليكم الصحة والسعادة وعلى الشعب الباكستاني دوام النمو والازدهار».