طالب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات القانونية والاستراتيجية الدكتور أنور ماجد عشقي، بأن يواكب المهرجان الوطني للتراث والثقافة، كل المتغيرات التي يعيشها العالم أجمع، في الجوانب الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية، مشيراً إلى أن انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية يعني حدوث تغييرات على الأصعدة العلمية والعملية كافة التي تحتاج بدورها إلى من يقف لترشيدها وكيفية التعامل معها. وشدد الدكتور عشقي، في حديث لمناسبة افتتاح الدورة 12 من مهرجان"الجنادرية"، على أن يكون للأحداث الأخيرة التي مست الرسول عليه الصلاة والسلام، حظ من النقاش والتفاعل بين الزوار والضيوف، وأن تناقش مسألة الحرية الفكرية والحرية الشخصية وكيفية استخدامها بما لا يتعارض مع حقوق الآخرين ومقدساتهم. وقال إن الحوارات التي تجري في مثل هذه الملتقيات الفكرية من شأنها أن تزيد التواصل الثقافي بين أفراد المجتمعات العربية والمسلمة، للوصول إلى رؤى وأرضيات ثقافية مشتركة يمكن للجميع أن يقف عليها. وتمنى عشقي أن لا يتحول المهرجان إلى مجرد مناسبة سنوية تتكرر كل عام من دون إضافة أو تجديد، مطالباً القائمين عليه بوضع خطة استراتيجية بعيدة المدى، من شأنها أن تضمن تأثيراً للمهرجان في الواقعين المحلي والإقليمي، وأن تصاحب المهرجان احتفالات وجوائز لتكريم المبدعين في المجالات الثقافية والعلمية كافة، لتكون"الجنادرية"معلماً ثقافياً عالمياً لا يختص بالسعودية وحدها، ليصل صداه إلى كل دول العالم، مطالباً في السياق ذاته بأن تكون التغطية الإعلامية من دول متعددة ولا تقتصر على السعودية والدول العربية فحسب، بل تشمل الدول الغربية والشرقية أيضاً، موضحاً أن المهرجان يمكنه أن يقوم بدور فاعل في التعريف بالمنجزات الحضارية والتاريخية للعرب والمسلمين، الأمر الذي من شأنه أن يمتص بعض أزمات الحوار الفكري، التي من آخرها الإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والمسلمين في شكل عام، نتيجة جهل تلك الشعوب بالدين الإسلامي وثقافته العريقة. وأثنى الدكتور عشقي على مهرجان الجنادرية، كونه استطاع أن يقف في فترة سابقة بين مدّين متنافرين، وأن يجمع المثقفين العرب على رؤى مشتركة، بعد أن توزعوا بين المعسكرين الشرقي والغربي فترة طويلة. ودعا عشقي في ختام حديثه إلى أن يعي المثقفون والقادة حقيقة الواقع الذي يعايشونه، وأن يقدر المثقفون الحرية التي يتمتعون بها، لتستخدم في الاعتراف بالأخطاء، باعتبار الاعتراف بالخطأ جزءاً من مراحل التطور الحضاري الذي تعيشه الأمم.