أسهم الطقس الجميل الذي شهدته"الجنادرية"أمس، ومصادفة أول أيام المهرجان مع عطلة نهاية الأسبوع في حضور وإقبال كثيف من شرائح المجتمع السعودي كافة. وتنوعت اهتمامات زوار اليوم الأول ل"لجنادرية 21". فهناك من جاء للتسوّق وشراء بعض الأطعمة والأكلات الشعبية المشهورة في بعض المناطق. يقول أحد المتسوقين من جناح منطقة القصيم، سليمان العمري:"آتي للجنادرية في كل عام أكثر من مرة لشراء"الكليجا"وبعض الخضروات"التي أكد أنها تورد من المنطقة في شكل يومي. ويضيف العمري:"صحيح أنه تتوافر في الوقت الحالي محال خاصة لبيع منتجات منطقة القصيم إلا أن مأكولات الجنادرية تظل بطعم خاص، لا يشبهه إلا الشراء من المنطقة ذاتها". أما مهند الحربي، الذي خرج من جناح منطقة المدينةالمنورة محملاً بأكياس من نعناع المدينة المشهور، فيقول:"أنتظر كل عام المهرجان لشراء نعناع طيبة الطيبة المشهور، وأشتري منه بكميات كبيرة قبل نفاد المعروض، نظراً إلى الإقبال الكبير عليه". وفي إجابته على سؤال هل ينظر للمهرجان على انه تراثي وثقافي، أم مجرد مهرجان تسويقي يقول الحربي:"بالتأكيد المهرجان يعتبر ثقافياً بالدرجة الأولى، إلا أن غرض زيارتي له التسوق فقط، وذلك لعدم وجود الجديد عن الأعوام السابقة". ولم تكن الأغذية والأطعمة الشعبية هي البضاعة السائدة فقط، فقلما تشاهد زوار"الجنادرية"من دون حملهم عصي الخيزران، التي اشتروها من أجنحة المهرجان، إضافة إلى شراء بعض الملابس التراثية، والأسلحة التقليدية من سيوف وخناجر، وحتى بعض الآلات الموسيقية التراثية، مثل الربابة والدفوف والطبول. يقول راشد العبدالكريم إنه"أتى خصيصا للجنادرية لشراء بعض التحف التراثية لاستعمالها كديكور لبيت الشعر الجديد في منزله"، مشيراً إلى أن تركيزه متجه حالياً في الدرجة الأولى إلى شراء ربابة. أما سليمان القحطاني، الذي أتى بصحبه ابنتيه الصغيرتين، فيقول"إنه اشترى دفوفاً صغيرة لهما بناء على رغبتهما، لافتاً إلى أنه راغب في شراء سيف وخنجر ليزين بهما ملحقه الخاص". واستغل هواة التصوير المهرجان لإشباع نهمهم الكبير في توثيق معالم هذا المهرجان بكاميراتهم الفوتوغرافية، وبهواتفهم الجوالة المزودة بكاميرات. ويقول خالد الحميدي، وهو احد هواة التصوير"إن المهرجان يعتبر بالنسبة إلى أصحاب هذه الهواية كنزاً وفرصة لا تعوض لممارسة هوايتهم المحببة"، إذ جمعت قرية الجنادرية، برأيه، أبرز معالم مناطق السعودية المختلفة وتراثها في مكان واحد. وأضاف الحميدي، أنه خلال أيام محدودة يستطيع تصوير ما كان يفترض أن يفعله في سنوات طويلة، من دون ترحال وسفر. وقال في نهاية حديثه:"يكفي أني أمارس هوايتي المحببة من دون مضايقة من أحد".