شهدت “الجنادرية 25”، أمس إقبالا يعد الأكثر منذ افتتاح الفعاليات، بعد موجة الغبار التي ضربت العاصمة وغطت كل جميل في المكان، وقد أزاحت “شمس” الستار عن جنبات تلك السوق القديمة التي تعطر أسوار الجنادرية بعبق الماضي الذي يرسم لوحة جميلة تبهر كل من اشتاق إلى حنين الماضي. سوق الجنادرية الشعبية أو كما يسميها البعض “سوق الحرفيين”، حيث يجد الزائر كل ما يدعو إلى التعجب من أصغر حرفي، شاهد عصر على تاريخ السعودية، وعباقرة من كبار السن سجلوا أسماءهم في صفحات موسوعة “جينيس” العالمية، وقصص وحكايات عن ملوك الدولة السعودية، وأسعار سلع تصل إلى 150 ألف ريال. وتتميز السوق الشعبية التي أنشئت منذ 25 عاما بتنوع “الدكاكين”: صانع فخار، النقش على الخشب، تجليد الكتب، صناعة الدلال والسيوف، المحنط، حائك الخوص. وفي ذاك “الدكان” كان شاهد العصر يطل من نافذة ل25 عاما قضاها حرفيا في سوق الجنادرية الشعبية، إنه العم رجه عبد ربه (80 عاما) قائلا ل”شمس”: “أجمل اللحظات وأسعدها في حياتي حين تأتي تذاكر الطيران إلى الرياض”، وأضاف أن السوق الشعبية تعتبر قلب الجنادرية الذي ينبض بحياة الماضي، وأنها اختلفت كثيرا عنها قبل 24 عاما، حيث كانت عبارة عن خيام وسعف ولكن برغم الإمكانات البسيطة إلا أن الإقبال كان كبيرا من الزائرين على عملية البيع والشراء. وفي ركن آخر، كان للعم “بن فحاس” الحرفي في صيانة وتجديد التراث الشعبي (الآثار) حكاية بدأت حين كان موظفا في أرامكو التي صقلت موهبته حتى كان العائق في الاستمرار البحث عن هوايته في صنع السبائك من السيوف والخناجر، وقال: “أهدى إلي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز هديته بأن اشترى من “الدكان” ما قيمته 150 ألف ريال، عبارة عن سيوف وخناجر مرصعة بالفضة”، وأضاف إن السوق لا بد أن تبقى على ما هي عليه حتى لا ينتقل بعض الحرفيين إلى المدن الأثرية التابعة لمناطقهم داخل الجنادرية. وبأطول سبحة في العالم وأكثر رجل يستحوذ على سبح قدر عددها ب3000 سبحة، دخل العم “أبوفهد” موسوعة جينيس العالمية العام الماضي، وقال: إن هوايته بدأت في سن ال13 من عمره في خيام الكشافة حتى عشق حرفته التي جعلت منه علما في المحافل التراثية في العالم، حيث ذكر محمد الأسمري أنه شارك في معارض في كل من لندن ومانشستر والإمارات وباريس وغيرها. وإلى جانب ذلك، يوجد أصغر حرفي في السوق الشعبية وهو الشاب محمد العباد ذو ال15 ربيعا الذي يمارس هواية صناعة القطع الأثرية بسعف من أحذية وغيرها، وقال: إن العمل بين كبار السن يعد فخرا كبيرا بالنسبة إليه، حيث يفرق عن أقلهم أكثر من 60 عاما، ويقول: “دائما يشجعونني بقوة على العمل وحب التراث، وقد أخذت الحرفية من والدي وشاركت في الجنادرية للسنة الثانية على التوالي كأصغر حرفي في المهرجان”.