يلجأ الكثير من أهل البادية للحصول على قهوة عربية ذات طعم متميز الى (ربابي الدلال) لازالة ما علق بها واعادة بياضها اليها بعد أن تغير من كثرة الاستعمال. وعلى الرغم من التطور في وسائل التنظيف المختلفة وانتشارها في المحلات الا ان ربابي الدلال لا يزالون يجدون اقبالا كبيرا من زبائنهم الذين يترددون عليهم في موسم المناسبات كالاعياد والاجازات. كما أن البعض من أهل الحاضرة يفضلون الذهاب الى ربابي الدلال بدلا من الذهاب الى محلات بيع (الاواني المنزلية) وشراء(دلة) جديدة. ولأن الكثير من الناس في الوقت الحاضر لا يعرف شيئا عن مهنة (رب الدلال). (اليوم) قامت بزيارة الى سوق الخميس الشعبي بمحافظة النعيرية حيث يتواجد أحد (ربابي الدلال) والذي بنى له خيمة في احد اركان السوق مصطحبا معه أولاده واطفاله ولمعرفة بعض التفاصيل عن هذه المهنة (رب الدلال) تحدث ل (اليوم) سامح محمد. ان هذه المهنة توارثناها من الآباء والاجداد منذ عشرات السنين وقبل المناسبات بعشرين يوما أتي الى محافظة النعيرية ووقت المناسبات هو موسمنا سواء في الاعياد أو الاجازات خاصة اجازة الربيع كما أن اهالي النعيرية مشهورون بالكرم ولا تجد بيتا الا وهناك الديوانية التي امتلأت بانواع الدلال وهذا السبب الذي جعلني اختار النعيرية عن غيرها من المحافظات الى وجود الاعداد الكبير من المتنزهين في موسم الربيع وتكثر المخيمات البرية وشبة النار واستخدام الدلال. وعن مدى الاقبال يقول: الاقبال قبل 20 عاما كان كبيرا جدا ولكنه قبل هذه السنوات بسبب ان الزمن الماضي لم تكن هناك محلات (الاواني المنزلية) كما هو الآن فالدلة اصبحت تستخدم حتى تتسخ ويتغير لونها ثم يرميها ويشتري غيرها أما في السابق فالمحلات كانت قليلة جدا ونادرة فيلجأون الى (رب الدلال). وعن طريقة رب الدلال يقول: الدلة اذا استخدمت لمدة ستة شهور تتسخ ويتغير لونها من الداخل فيأتي بها صاحبها الينا ونقوم بوضعها على النار سواء الغاز أو الفحم ونضع بداخلها(الشناذر) وهو بودرة تشبه الطحين مملوحة و(الرباب) وهو مادة من الرصاص لمدة ربع ساعة الى نصف ساعة على حسب حاجتها ثم تعود الى وضعها الطبيعي وتنظف. وعن الفائدة من(رب الدلال) قال: شرب القهوة (كيف) واذا الدلة لم (ترب) فام طعم القهوة يتغير ولونها ايضا يتغير فتحتاج الى(رب) واذا قمنا بربها يصبح للقهوة مذاق رائع وتحس بأنك بالفعل تشرب قهوة عربية. واما سعر (رب الدلة) الواحدة فهي تختلف على حسب حاجتها ولكن المبلغ لا يتجاوز (30) ريالا. ونجد ولله الحمد اقبالا من اصحاب البادية اضافة الى اصحاب المخيمات والمتنزهين وتصل عدد الدلال في بعض الايام الى ثلاثين دلة. واضاف: ان هناك الكثير من العمالة الآسيوية دخلت في مجال (رب الدلال) مما جعلنا نقتصر على المواسم فقط. وعن الاشياء الثانية التي يقوون بربها يقول: في السابق كنا نقوم برب السكاكين والخناجر ولكن الآن انقطعت بعد أن انتشرت السكاكين في المحلات وتنوعت صناعتها.