علمت"الحياة"أنه لجنة أمنية عليا شكلت للتحقيق في سبب وفاة سبعة أشخاص عثرت الأجهزة الأمنية على جثثهم في صحراء محافظة رنية"جنوب شرق الطائف"يومي الخميس والجمعة الماضيين، إذ عثر على خمس جثث يوم الخميس وعثر على الجثتين الأخريين في يوم الجمعة. وكانت مصادر أمنية أكدت ل"الحياة"أن لجنة التحقيق المكونة من إدارة البحث الجنائي ومن الأدلة الجنائية والتحقيقات الجنائية في محافظة الطائف أنهت تحقيقاتها مساء السبت الماضي في القضية. وقالت المصادر إن تحقيقات اللجنة أثبتت أن لا وجود إلى فعل جنائي في وفاة أصحاب الجثث، مشيرة إلى أن هذا ما أكده تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن جميع المتوفين لم يتعرضوا إلى أي إصابة، خالصاً إلى أن وفاتهم كانت لأسباب طبيعية. وحدد الطبيب الشرعي أسباب الوفاة بأنها كانت نتيجة الجوع والعطش، بعدما تاهوا وضلوا الطريق في هذه الصحراء، وقد مضت على وفاتهم أشهر عدة، إذ وجدت على عدد من الجثث ملابس أصحابها فيما وجدت جثث متحللة بالكامل. من جانبه، نفى مصدر أمني رسمي في شرطة محافظة الطائف ما تردد من أنباء أخيراً عن وجود سفاح في محافظة رنية، وأن هذا السفاح هو الذي أودى بحياة أصحاب الجثث السبع التي عثر عليها أخيراً في صحراء المحافظة. وأكد في الوقت نفسه أن التحري والبحث مازال جارياً لمعرفة سبب وفاة أصحاب الجثث، وأن جميع الاحتمالات واردة في هذه القضية، ومن الأرجح أن يكونوا توفوا نتيجة الجوع والعطش. يذكر أن الكثير من المخالفين لنظام الإقامة الذين يقصدون شرق السعودية أو جنوبها قادمين من الطائف أو العكس يعبرون صحراء المحافظة التي تبعد عن الطائف بنحو 300 كيلومتر وتربطها بشرق وجنوب البلاد، لبعدها عن النطاق العمراني والسكاني، هادفين إلى الابتعاد من أنظار الأجهزة الأمنية ومن أعين المواطنين، حتى لا يقبض عليهم ويرحلوا إلى بلدانهم، إلا أن جهلهم بهذه الصحراء يجعلهم يمكثون فيها أياماً طويلة من دون أكل أو شرب ما يؤدي إلى وفاتهم. ويشار في هذا السياق إلى أن عدد المتوفين الذين عثر عليهم في صحراء المحافظة خلال عام فقط وصل إلى 29 شخصاً، بعد اكتشاف الجثث السبع الأخيرة. وبحسب الروايات فإن هذه الصحراء كان يطلق عليها أهالي محافظة رنية في الماضي لقب"المهمل"لأن الذي لا يعرفها سيكون من عداد المفقودين أو المهملين أو الموتى، إضافة إلى أنه أهمل حياته وذهب إلى هذه الصحراء التي يتوه فيها الكثيرون، حتى وإن كانوا من أبناء المنطقة.