نوه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس، بدور رئيس وزراء ماليزيا داتو سري عبدالله أحمد بدوي، في إنجاح أعمال"قمة مكة"الاستثنائية. مؤكداً أن لبدوي"باعاً طويلاً في المساعدة على نجاحها". وقال الملك عبدالله في مستهل جلسة المحادثات الرسمية، التي عقدت في قصر رئيس الوزراء في مدينة بوتراجايا:"أتمنى لرئيس الوزراء ووزراء ماليزيا التوفيق لخدمة ماليزيا والإسلام". وتناولت المحادثات مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإسلامية والدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة. وفي بداية الجلسة، رحب عبدالله بدوي بالملك عبدالله، مؤكداً أن زيارة الملك ستسهم في تعزيز العلاقات التاريخية القوية بين البلدين. وقال:"على رغم أننا نجد العلاقات بين البلدين قوية وتاريخية ومتينة، إلا أن زيارتكم ستسهم في تعزيز العلاقات على مستوى القيادة والشعب ورجال الأعمال". وأعرب عن تهنئته للملك عبدالله على دوره القيادي الناجح في مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية، التي عقدت في مكةالمكرمة أخيراً، قائلاً:"إنكم يا خادم الحرمين الشريفين تزورون ماليزيا، ليس فقط كملك أو خادم للحرمين الشريفين، ولكنكم تزورون ماليزيا كقائد مسلم مهم بالنسبة إلينا وللعالم الإسلامي". ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة أعرب فيها عن شكره لرئيس وزراء ماليزيا، قائلاً:"هذا لا يستغرب على رجل مثلك، رجل مسلم وفيٌّ لدينك ووطنك وأمتك الإسلامية". ووصف عبدالله بدوي خلال إجابته على سؤال ل"الحياة"، نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين ب"الممتازة"، مؤكداً عمق العلاقات الثنائية"التي يسودها الحرص الدائم على تقديم علاقات مميزة في جميع المجالات، وفي الميادين كافة". بحسب حديثه. واستعرض في مؤتمر صحافي عقب جلسة المحادثات الرسمية، الجهود التي ستقوم بها بلاده لتفعيل قرارات قمة مكة الاستثنائية، والعمل إلى جانب السعودية لما يخدم الأمة. واعتبر بدوي أن"ماليزيا بلاد السعوديين، لأنهم مرحب بهم فيها"، مشيراً إلى أن هناك اهتماماً من الجانب الماليزي ببناء علاقات اقتصادية، وتشجيع الاستثمارات، سواء في المملكة أو في ماليزيا"لكون المصالح مشتركة". وأضاف بالقول:"علينا خلق الفرص العملية لتفعيل العلاقات في المجالات الكثيرة، بوجود ميزات في كلا البلدين". واستشهد بالاتفاقات التي وقعت على ارض ماليزيا أمس، في حضور خادم الحرمين الشريفين. وقال في رد على سؤال ل"الحياة"، عن مدى الحاجة إلى تعزيز مستوى التعاون في المجال الأمني:"بالفعل هناك اتفاق أمني، ونحن نعمل بما يعزز هذا التعاون بين البدلين". وتحدث عن أن"رابط الدين والصداقة والجدية تصل ما بيننا والمملكة العربية السعودية". وفي حضور رئيسي الجانبين، وقّع وزير المال الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير المال الماليزي سنتور تان سري نور محمد يعقوب، اتفاق تجنب الازدواج الضريبي الخاص بالضرائب على الدخل ومنع التهرب الضريبي، بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة مملكة ماليزيا. كما وقّع وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني، ووزير التعليم العالي الماليزي الدكتور حاج شافعي بن حاج محمد صالح، اتفاقاً للتعاون العلمي والثقافي في مجال التعليم العالي بين البلدين. وبعد الانتهاء من مراسم التوقيع أقام رئيس وزراء ماليزيا مأدبة عشاء، تكريماً لخادم الحرمين الشريفين. وحضر المأدبة أعضاء الوفد الرسمي المرافق، والوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الماليزية.