أكدت السعودية أنها لن تنحاز إلى طرف ضد آخر في النزاع الطائفي الدائر في العراق. ونفى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السعودية أمس الثلثاء، ما زُعم عن نية المملكة مساندة سنة العراق ضد شيعته إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من العراق. وقال:"لا ننصّب أنفسنا حماة لأية فئة أو طائفة"عراقية. ودعا الفلسطينيين إلى تجاوز خلافاتهم. وشدد على أن التطلعات النووية الخليجية التي أكدتها القمة الخليجية الأخيرة في الرياض، تستهدف"الأغراض السلمية". وأكد استقالة سفير السعودية لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل، لكنه أوضح أنه"قرار شخصي"ل"أسباب خاصة". وشدد على أن ما أثير بشأن صفقة التسلّح مع بريطانيا"ضجة وانتهت". ونفى وزير الخارجية السعودي تقديم السعودية دعماً للسنة في مواجهة الشيعة في العراق، لافتاً إلى أن بلاده تدعم اسقرار العراق ووحدته منذ بداية الأزمة. وقال الفيصل في مؤتمره الصحافي:"لا ننصّب أنفسنا حماة لفئة أو طائفة. نحن نتعاون مع كل من يريد وحدة العراق واستقلاله". وأضاف:"السعودية تقف على المسافة نفسها من كل الفئات العراقية". وأعرب عن أمله بأن يعامل المواطنون العراقيون بالتساوي أمام القانون في الحقوق والواجبات. واستبعد الأمير سعود الفيصل أن يلقى عزم دول مجلس التعاون الخليجي على امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية أية معارضة من المجتمع الدولي، لاسيما الولاياتالمتحدة. وقال:"الجميع يعترف بحق الدول في امتلاك هذه الخبرة، ونحن لا نسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل". وأشار إلى أن المجتمع الدولي يثق بأن"سياسة دول المجلس ثابتة بجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل". وحول عرض ايران مساعدة دول المجلس على امتلاك الطاقة النووية، قال:"نرحّب بهذا العرض، وبكل دولة تحاول دعم برنامجنا للأغراض السلمية، ولكن الذي أعرفه أن إيران تحتاج إلى المؤازرة في هذا المجال". وأكد وزير الخارجية السعودي استقالة سفير السعودية في واشنطن. وقال:"الأمير تركي الفيصل تقدم باستقالته وتم قبولها". وشدد على أن قرار الاستقالة كان"شخصياً ولأسباب شخصية". لكنه أوضح أن الاستقالة جاءت بالتزامن مع"انتهاء فترة خدمة الأمير تركي الفيصل سفيراً للمملكة لدى واشنطن"، إضافة إلى أن الأمير تركي أشار"منذ قدومه سفيراً في أميركا إلى أن مدة خدمته ستكون محدودة". لافتاً إلى مشوار الأمير تركي الطويل والحافل في خدمة بلاده. وعن موقف السعودية من دعوة الرئيس الفسطيني لإجراء انتخابات مبكرة، قال:"ذلك شأن فلسطيني". وجدّد موقف السعودية تجاه فلسطين بقوله:"نحن حريصون على وحدة الصف الفلسطيني، أما كيفية الوصول إلى حل لذلك فهذا شأن فلسطيني". وأضاف أن"التشرذم فيه ضياع للجهود والوقت، ونأمل بأن تعود اللّحمة إلى الصف". وفي الشأن اللبناني، نفى الأمير سعود الفيصل أن تكون لدى السعودية مبادرة جديدة لإصلاح ذات البين، مؤكداً"وقوف السعودية إلى جانب اللبنانيين في كل الأوقات". وأعرب عن أمله في أن تنتهي الأزمة بين الفرقاء اللبنانيين ب"الوفاق الوطني، وتحكيم الحوار، والرجوع إلى الشرعية، ليعود لبنان إلى ما كان عليه". وفضّل الوزير السعودي عدم التعليق على ما ورد في تقارير صحافية بريطانية عن صفقة الأسلحة بين السعودية وبريطانيا. وقال:"ليس لدي ما أقوله". غير أنه لفت إلى"ما صدر عن السفارة السعودية في لندن"، واصفاً ما يثار من شكوك على الصفقات وعلاقات البلدين ب"التعليقات التي ليست لها أهمية، وأعتقد أن الضجة انتهت".