أكدت السعودية امس أنها لن تنحاز إلى طرف ضد آخر في النزاع الطائفي الدائر في العراق وانها على مسافة واحدة من جميع الاطراف فيه، ونفى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي ما زُعم عن نية المملكة مساندة سنة العراق ضد شيعته إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من هذا البلد، وقال "لا ننصّب أنفسنا حماة لأي فئة أو طائفة" عراقية. ودعا سعود الفيصل الفلسطينيين إلى تجاوز خلافاتهم. وشدد على أن التطلعات النووية الخليجية التي أكدتها القمة الخليجية الأخيرة في الرياض، تستهدف"الأغراض السلمية". واشار من جهة ثانية الى استقالة سفير المملكة لدى واشنطن الأمير تركي الفيصل وعزاها الى"قرار شخصي"ل"أسباب خاصة". ونفى الوزير السعودي تقديم بلاده دعماً للسنة في مواجهة الشيعة في العراق، لافتاً إلى أن الرياض تدعم استقرار العراق ووحدته منذ بداية الأزمة. وقال:"لا ننصّب أنفسنا حماة لفئة أو طائفة. نحن نتعاون مع كل من يريد وحدة العراق واستقلاله، ونقف على المسافة نفسها من كل الفئات العراقية". وأعرب عن أمله في ان يعامل المواطنون العراقيون بالتساوي أمام القانون. واستبعد الفيصل أن يلقى عزم دول مجلس التعاون الخليجي على امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية أي معارضة من المجتمع الدولي، لاسيما الولاياتالمتحدة. وقال:"الجميع يعترف بحق الدول في امتلاك هذه الخبرة، ونحن لا نسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل". وأشار إلى أن المجتمع الدولي يثق بأن"سياسة دول المجلس ثابتة بجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل". وحول عرض ايران مساعدة دول المجلس على امتلاك الطاقة النووية، قال:"نرحّب بهذا العرض، وبكل دولة تحاول دعم برنامجنا للأغراض السلمية، ولكن الذي أعرفه أن إيران تحتاج إلى المؤازرة في هذا المجال". وأكد وزير الخارجية السعودي استقالة سفير السعودية في واشنطن. وقال:"الأمير تركي الفيصل تقدم باستقالته وتم قبولها". وشدد على أن قرار الاستقالة كان"شخصياً ولأسباب شخصية". لكنه أوضح أن الاستقالة جاءت بالتزامن مع"انتهاء فترة خدمة الأمير تركي الفيصل سفيراً للمملكة لدى واشنطن"، إضافة إلى أن الأمير تركي أشار"منذ قدومه سفيراً في أميركا إلى أن مدة خدمته ستكون محدودة"، لافتاً إلى مشوار الأمير تركي الطويل والحافل في خدمة بلاده. وعن موقف السعودية من دعوة الرئيس الفسطيني لإجراء انتخابات مبكرة، قال:"ذلك شأن فلسطيني". وجدّد موقف السعودية تجاه فلسطين بقوله:"نحن حريصون على وحدة الصف الفلسطيني، أما كيفية الوصول إلى حل لذلك فهذا شأن فلسطيني". وأضاف أن"التشرذم فيه ضياع للجهود والوقت، ونأمل في ان تعود اللّحمة إلى الصف". وفي الشأن اللبناني، نفى الأمير سعود الفيصل أن تكون لدى السعودية مبادرة جديدة لإصلاح ذات البين، مؤكداً"وقوف السعودية إلى جانب اللبنانيين في كل الأوقات". وأعرب عن أمله في أن تنتهي الأزمة بين الفرقاء اللبنانيين ب"الوفاق الوطني وتحكيم الحوار والرجوع إلى الشرعية، ليعود لبنان إلى ما كان عليه". وفضّل عدم التعليق على ما ورد في تقارير صحافية بريطانية عن صفقة الأسلحة بين السعودية وبريطانيا، وقال:"ليس لدي ما أقوله". غير أنه لفت إلى"ما صدر عن السفارة السعودية في لندن"، معتبرا ان ما يثار من شكوك في الصفقات وفي العلاقات بين البلدين"تعليقات لا اهمية لها، وأعتقد أن الضجة انتهت".