قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس، إنه لا علم لديه بزيارة مسؤولين سوريين لبلاده، وأكد ألا خيار للبنانيين سوى الاتفاق على رئيس، وأن ليس من مصلحة الأغلبية أو المعارضة رؤية لبنان في فراغ رئاسي ودستوري. وحض الفلسطينيين على اقتناص فرصة تاريخية تتمثل في دعم"العالم أجمع"لعدالة قضيتهم، مشيراً إلى لقاء مطول له مع رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل في الرياض، ومتحدثاً عن انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي العربية المحتلة"أمام سلام كامل مثلما نصت عليه المبادرة العربية للسلام". ورجح الأمير سعود الفيصل أن يصل سفير سعودي إلى العاصمة القطريةالدوحة"مباشرة"عقب عودة التفاهم والعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوياتها الطبيعية. واصفاً العلاقة مع قطر بأنها تاريخية"مثل علاقتنا بالأشقاء في دول الخليج الأخرى، حيث تربطنا أواصر كثيرة، وهي مستمرة". وشدد خلال مؤتمر صحافي دوري عقده في مقر وزارة الخارجية في الرياض على أن القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها قبل عشرة أيام، لم تبحث إبرام اتفاق أمني بين دول الخليج وكل من العراقوإيران واليمن. وكان الأمير سعود استهل مؤتمره الصحافي بتلاوة بيان رسمي، قال فيه إن بلاده تستنكر"وتدين بشدة"قرار إسرائيل توسيع"مستعمراتها"في القدس الشريف. وشدد على أن بلاده ترى القرار"أمراً يتناقض مع أسس ومبادئ مؤتمر أنابوليس للسلام الهادفة لمعالجة القضايا الرئيسية للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، ومن بينها المستعمرات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة". مشيراً إلى إثارة موضوع المستعمرات مع مبعوث اللجنة الدولية الرباعية لعملية السلام توني بلير، الذي زار الرياض قبل يومين. وقال:"إن المملكة تتابع باهتمام بالغ المشاورات القائمة لحل أزمة الرئاسة، وتحض الأطراف اللبنانيين كافة على تسريع ومضاعفة الجهود للوصول إلى حل توافقي لانتخاب رئيس للجمهورية من منطلق تغليب المصلحة الوطنية على سائر الاعتبارات الأخرى، بهدف الحفاظ على أمن ووحدة واستقرار لبنان". وأشار إلى"أن المملكة العربية السعودية تابعت تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية وردود الفعل الدولية، وتؤكد مجدداً أهمية استمرار المفاوضات الديبلوماسية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا في سبيل معالجة هذا الملف سلمياً، بما يضمن خلو المنطقة من الأسلحة النووية، ويكفل حق دول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل". وتناول سعود الفيصل، ب"أسف بالغ"الوضع الأمني في العراق، واعرب عن امله في إحكام السيطرة الأمنية في البلاد تحسباً ل"عودة دائرة العنف في العراق". وتطلع إلى"استثمار الحكومة العراقية التحسن النسبي للأمن في المضي قدماً في مشروع المصالحة الوطني، الذي يعد مطلباً أساسياً لتحقيق العدالة الاجتماعية بين العراقيين بمعتقداتهم وأعراقهم وأطيافهم السياسية كافة، والمساواة في ما بينهم في الحقوق والواجبات والمشاركة في الثروات، وذلك في إطار أهداف تحقيق أمن العراق واستقراره في ظل سيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية والحفاظ على هويته العربية والإسلامية". وعبّر الأمير سعود عن ارتياح بلاده لنتائج القمة ال28 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية:"وما تمخض عنها من قرارات لتفعيل مسيرة التعاون المشترك في جميع المجالات، بما في ذلك الإعلان عن قيام السوق الخليجية المشتركة الشهر المقبل". معتبراً أن ذلك:"من شأنه زيادة استفادة مواطني دول المجلس وتعميق المواطنة الخليجية وتحقيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس في ممارسة المهن والحرف والأنشطة الاقتصادية والاستثمارية". مشدداً على"أن مجلس التعاون الخليجي ماضٍ في اتخاذ المزيد من الخطوات الإيجابية نحو تفعيل مسيرة العمل المشترك في مختلف المجالات، تحقيقاً لأمن ورخاء ونماء شعوبه على ضوء توجيهات قادتنا واستجابة لطموحات شعوب دول المجلس". وحول تصفية الحسابات السعودية مع إيران على الأراضي العراقية كما ورد في تصريح لمستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، رفض الأمير سعود"المقولة"، واعتبر:"نحن ليست لنا حسابات مع إيران، ما عدا إذا كانت لإيران حسابات معنا... المقولة هذه مرفوضة، نحن نتعامل مع العراق كشقيق وجار لا نضمر له إلا كل خير، ونسعى إلى الإسهام في مساعدته بكل ما يمكننا مساعدته". وعن موعد افتتاح السفارة السعودية في بغداد، أوضح الأمير سعود أن هناك إجراءات البحث عن المقر الآمن بالترتيب مع الحكومة العراقية، متأملاً أن يكون الافتتاح في أقرب وقت ممكن. ورأى أن دول الخليج"تبحث الدفاع عن أنفسنا أكثر من بحثها عن توازن القوى في المنطقة". وقال:"من متطلبات توفير الدفاع تطوير الأدوات الأمنية في المنطقة، وهذا أمر طبيعي ... وفي كل مرة يجتمع مجلس التعاون الخليجي ينظر في هذه القضية، وكيف يستطيع أن يتحسن الوضع الأمني فيها، وهناك خطط وبرامج لهذا الغرض تسير، وهناك تقارير أمنية مستمرة من وزارتي الدفاع والداخلية وغيرهما من الأجهزة الأمنية، مؤداها رفع كفاءة الدفاع عن الوطن والمواطن في دول الخليج، وزيادة التعاون المشترك في هذا الإطار". وأشار إلى أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل إلى الرياض ولقاءهما المطول كان بقصد"وضع تصوره لما حدث، ولما يجب أن يحدث ... واعتقد أن هناك وعياً فلسطينياً كاملاً، بأن من ضروريات الفترة المقبلة وحدة المنظور الفلسطيني. وهم في جميع الفصائل الفلسطينية الآن يقدرون مدى ما حصل من إساءة للقضية الفلسطينية بالاقتتال الذي حصل بين الأشقاء والإخوة في الفترة الماضية. نأمل أن يتحول هذا الشعور إلى حلول، وألا يقتصر فقط على الحديث عن المشاعر، والمسؤولية تقع على أكتاف الفلسطينيين أنفسهم، وهذا يأتي في فترة لم تشهد القضية الفلسطينية تأييداً عالمياً مطلقاً مثلما تشهده حالياً".